في جوانب ناظرة للسماء اللامعة، تظهر لنا عجائب الكون بكل روعة وتألق، ومن بين هذه العجائب، يبرز كوكبٌ بسحره الخاص وألوانه الساحرة، وهو كوكب K2-177 b. يقع هذا الكوكب في الفضاء البعيد على بُعد يبلغ حوالي 1605 وحدة فلكية من الأرض، ورغم بُعده الشاسع، يظهر بوضوح في سماء الليل بفضل لمعان نجمه الأم، الذي يتسم بسطوع يصل إلى 12.681 درجة.
K2-177 b يعتبر من فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتميز بصفات فريدة تميزه عن غيره من الأجرام السماوية. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2018، حيث أضاء على علم الفلك بفتح آفاق جديدة لفهمنا للكواكب خارج المجموعة الشمسية.
تتسم خصائص K2-177 b بالغنى والتعقيد، حيث يعكس الكوكب تأثيرات كبيرة على محيطه الفضائي. يتسم بكتلة تزيد عن خمس مرات كتلة الأرض، وهذا يجعله جسمًا ذا كتلة هائلة تضفي عليه ثقلًا فلكيًا لا يقل أهمية عن جماله السماوي. وإذا كانت الكتلة مؤثرة، فإن الشكل أيضًا يلفت النظر، إذ يتميز بنصف قطر يعادل 2.116 مرة نصف قطر الأرض، مما يمنحه حجمًا ملحوظًا ويجعله جزءًا لافتًا في لوحة السماء.
مع تعدد العجائب في عالم K2-177 b، تظهر لنا طرق الاكتشاف المدهشة التي تلقي الضوء على أسراره. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يُرصد عبور الكوكب أمام نجمه الأم، ما يؤدي إلى تغيير في الإشعاع المرئي، وهو ما يكشف عن وجود هذا الجسم السماوي الرائع.
ورغم أن المعلومات المتاحة لنا قد تكون محدودة بالنسبة للمسافات الفلكية والتفاصيل الدقيقة، إلا أن K2-177 b يظل كوكبًا مثيرًا للاهتمام ومصدر إلهام للعلماء والباحثين الذين يسعون جاهدين لفهم أسرار هذا الكون اللامتناهي والتعرف على مدى تنوع الكواكب التي تملأ السماء بألوانها الساحرة وجمالها الخالد.