في مكانٍ بعيد في أعماق السماء، يبرز الكوكب K2-169 b كجوهرة فضائية متلألئة، حيث يتربع في نظام نجمي ساحر يُعرف ببعده الفلكي الذي يصل إلى 769.0 سنة ضوئية عن الأرض. يتلألأ النجم الأم، الذي يتميز بسطوع فائق يبلغ 12.23 درجة، في سماء الليل، مكشوفًا للعلماء والمهتمين بأسرار الفضاء.
ينتمي K2-169 b إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة بـ “الأرض العظيمة” أو Super Earth، حيث يظهر بحجم يتجاوز ضعف الكتلة الأرضية، إذ يبلغ معامل الكتلة 2.16 مرة وفقًا للمعايير المُعتمدة. هذا الكوكب الغامض يختلف عن عالمنا الأزرق بشكل لافت، فالباحثون يجدون أنفسهم محاطين بأسراره الكونية.
بالنظر إلى السمات الفيزيائية لـ K2-169 b، يتبين أن قطره يتجاوز قليلاً 1.273 مرة قطر الأرض، مما يضفي عليه ملمسًا فريدًا ومختلفًا عن الكواكب الأخرى. وفيما يتعلق بحركته الدورية حول نجمه الأم، يبلغ فترة الدوران الشاقة لـ K2-169 b حوالي 0.017522246 يومًا، مما يجعله يندرج ضمن فئة الكواكب ذات الدوران السريع.
تظهر الأرقام الساحرة لعام اكتشاف K2-169 b، والتي تعود إلى سنة 2018، كمرفأ زمني حيث انفتحت أبواب الفهم الجديدة حول هذا العالم الفضائي. ومن خلال أسلوب الكشف الذي اعتمد على طريقة العبور أو “Transit”، تمكن العلماء من رصد تأثير الكوكب على سطوع نجمه الأم أثناء عبوره أمامه.
لا يخلو كوكب K2-169 b من لغز إضافي، حيث تظهر بيانات المسافة الزمنية بشكل غامض للباحثين، إذ تشير القيمة إلى “nan” أو “غير معروف”، ما يجعل العقل البشري يتساءل عن مدى قدرته على استكشاف أسرار هذا العالم البعيد.
في ختام هذا الرحلة إلى عالم K2-169 b، يظهر لنا الفضاء كما لو كان كتابًا مفتوحًا يحمل في صفحاته العديد من الألغاز والتحديات. وبينما تستمر البحوث والرحلات الفضائية في الكشف عن أسرار هذا الكوكب وغيره من العوالم البعيدة، يظل الفضاء يلهم الإنسان بروعته وتعقيداته، مدفوعًا بالفضول نحو الغيوم اللامتناهية للكون.