في الأعماق البعيدة وراء اللامنتهى السماء، تعتبر كواكب الفضاء مواطنًا للعجائب والاكتشافات الرائعة، ومن بين هذه العوالم الفريدة والمثيرة تبرز كوكب K2-16 b. يقع هذا الكوكب الغامض على بُعد يناهز 1093.0 سنة ضوئية منا، يشكل جزءًا لافتًا من المجموعة الفلكية الغنية بالأسرار.
تتميز K2-16 b بخصائص فريدة تجعلها تبرز في سماء الفضاء. يبلغ سطوع نجمها الأم 14.668 درجة، مما يضيف لها لمسة من الغموض والإشراق الخافت. وعلى سطح هذا العالم البعيد، نجد أن K2-16 b تنتمي إلى فئة “الأرض العظمى”، حيث تعتبر “سوبر إيرث”. إن وجود هذا النوع من الكواكب يلهم الباحثين بأفكار حول الحياة خارج الأرض نظرًا لتشابه بعض خصائصها مع الكواكب الأرضية.
تم اكتشاف K2-16 b في سنة 2015، مما جعلها واحدة من الكواكب الحديثة التي أثارت استفتاءات الفلكيين والباحثين حول العالم. تميزت عملية الاكتشاف بأنها تستند إلى طريقة العبور “Transit”، حيث يتم رصد انخفاض في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه.
أما عن خصائص K2-16 b فتكمن في تكوينها الفريد، حيث يتمثل كتلة هذا العالم في 4.74 مرة من كتلة الأرض، مما يضفي عليه وزنًا استثنائيًا. وبالنسبة للقطر، يعادل قطرها ضعف قطر الأرض، مما يجعلها تبرز بحجمها الكبير في سماء هذا النظام الشمسي البعيد.
تدور K2-16 b حول نجمها الأم على بُعد يبلغ 0.0667 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حوله نحو 0.020807665 سنة، وهي فترة زمنية لا تقل إثارة عن تلك التي يعيشها سكان كوكب الأرض. تتميز مدارها بعدم وجود تمدد في المدار (eccentricity)، مما يجسد النظام الكوني المنظم الذي يعيش فيه هذا الكوكب البعيد.
في خضم هذه الروائع الكونية، يظهر لنا K2-16 b كوكب يشكل تحديًا مثيرًا للفهم والاستكشاف. إن وجودها في الزاوية البعيدة من الفضاء يمنحنا نافذة نحو عالم غامض قد يكون مفتاحًا لفهم أعماق الكون وأسراره الجميلة.