في إحدى الزوايا البعيدة من الكون، تتلألأ نجمة صغيرة ببريق هادئ، تُعرف باسم K2-148. هذه النجمة، التي تقع على بُعد مذهل يبلغ 406 فرسخ فلكي من الأرض، تكمن في أعماق الفضاء كشاهدة على أسرار لا تعد ولا تحصى. تحمل هذه النجمة في حضنها أنظمة فلكية تكشف عن عجائب الكون وتسبر أغوار الفهم البشري للفضاء.
من بين تلك الأنظمة الفلكية، نبرز إليكم كوكبين يلتفان حول هذا النجم بأناقة فائقة، ويحملان اسم K2-148 c. الاكتشاف الرائع لهذين الكواكب جاء في عام 2018، حيث كانت لحظة فارقة في رصدنا للكون وفهمنا لتراكب أبعاده المتنوعة. الكوكب K2-148 c يظهر أمام نجمه الأم، ويكشف عن وجوده عبر طريقة العبور الكونية، والتي أتاحت للعلماء التحقق من وجوده بفضل طريقة الكشف عنه عبر امتصاصه لجزء من ضوء النجم عندما يمر أمامه.
هل تتخيل معي قليلاً هذا العالم الساحر؟ كوكب يعبر في كل مرة أمام نجمه، كأنه يرقص في سماء لا تنتهي، وهذا يظهر بشكل واضح في قيمة السطوع الكونية لهذا النجم، حيث تبلغ درجة اللمعان 13.627 نجمية، ما يجعله يمثل بريقًا خافتًا في سماء هذا الزاوية الفلكية البعيدة.
وكما لو كانت الطبيعة قد ألهمت فنانًا خارقًا، يظهر K2-148 c ككوكب من فئة “سوبر إيرث”، حيث تعني هذه التصنيفات أنه يتميز بكتلة تعادل 3.64 مرة كتلة الأرض. ومن المثير أيضًا أن نكتشف أن لديه نصف قطر يعادل 1.73 مرة نصف قطر الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا خصائص فريدة تجعله يبرز في هذا السياق الفلكي المدهش.
تتسارع الدهشة بمعرفتنا بأن K2-148 c يدور في مدار مدهش حول نجمه، حيث يبلغ شعاع المدار 0.0616 فرسخ فلكي. ولكن الجمال الكوني الحقيقي يظهر في فترة دورانه، حيث يستغرق الكوكب السوبر إيرثي هذا زمنًا يعادل 0.01889117 من السنة الأرضية، ما يجسد سرعة عجيبة في رحلته حول النجم.
رغم كل هذه المعلومات الساحرة، يظل الكوكب K2-148 c في قلب الظلام، ففي عام 2018 تم اكتشافه عبر طريقة العبور الكوني، وهي تقنية تكشف عن بصمة الكوكب عندما يعبر أمام نجمه. هذا الاكتشاف يعتبر إضافة قيمة لفهمنا للعوالم البعيدة وتنوعها.
في ختام هذه الرحلة السفرية عبر الكواكب والنجوم، يظهر الكوكب K2-148 c كجوهرة فريدة في تاج الكون، تتألق ببريقها الخاص وتروي لنا قصة فلكية مدهشة عن الإبداع والتنوع الذي يملؤ الفضاء اللامتناهي.