في إحدى المناطق النائية والغامضة في عمق السماء، تبرز نجمة K2-122 ببريقها الخافت وتأسر أنظار المستكشفين الفضائيين بسحرها الفلكي. وعند التركيز على هذا النجم، يظهر لنا عالم فلكي جديد يدعى K2-122 b، الذي يعتبر من ضمن فصيلة الكواكب الفائقة الأرضية.
تبلغ المسافة بين كوكب K2-122 b وكوكبنا الأرض ما يقارب 235.0 سنة ضوئية، مما يجعله جارًا سماويًا بعيدًا وغامضًا يثير فضول الباحثين. إن سطوع النجم الأم، الذي يبلغ 13.105 درجة، يعزز من رونق هذا النظام الفلكي الساحر.
يتميز كوكب K2-122 b بتصنيفه ككوكب فائق الأرض، مما يعني أن لديه خصائص تشبه تلك الخاصة بكواكبنا الزرقاء. اكتشف هذا الكوكب الرائع في عام 2017، وكان اكتشافه نقطة تحول هامة في رصد الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
عند النظر إلى الخصائص الفيزيائية لهذا العالم الغامض، نجد أن كتلته تتجاوز 1.65 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا أكبر حجما وأثقل. وبالمثل، يتجاوز قطره 1.16 مرة من قطر الأرض، مما يعزز مكانته ككوكب فائق الأرض.
يحظى K2-122 b بمدار يتميز بمسافة فلكية تقدر بحوالي 0.0373 وحدة فلكية، ويتميز بفترة دوران حول نجمه الأم تقدر بحوالي 0.006023272 سنة، مما يشير إلى أنه ينتقل بسرعة وبثبات حول مصدره الضوءي.
تزيد الشذوذ في مداره، التي تبلغ 0.21، من سحر هذا العالم الفلكي، مما يجلب له صفة الغموض والتعقيد. ولقد تم اكتشافه باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغييرات ضؤ النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه، وهي تقنية فعّالة لاكتشاف الكواكب البعيدة.
إن كوكب K2-122 b يقدم لنا نافذة نحو التفكير في تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وكيف يمكن أن تختلف خصائصها عن تلك التي نعرفها. ومع كل اكتشاف جديد، نتسلح بفهم أعمق للكون المذهل ونفتح أبوابا جديدة للاستكشاف والاستفادة من الألغاز التي تحيط بالكواكب البعيدة وتكوينها.