في العالم الواسع للفضاء، تتناثر الكواكب بألوانها وأحجامها المتنوعة، ومن بين هذه الكواكب تبرز كوكب K2-120 b، كوكب يثير الفضول ويخفي في أعماقه أسرارًا تجعل من رحلة استكشافه فرصة لا تُعد ولا تُحصى. يتميز هذا الكوكب بعدة خصائص تجعله فريدًا في سماء الفضاء.
تكمن K2-120 b على بُعد يبلغ حوالي 944.0 سنة ضوئية منا، مما يضعه في مرمى الأفق البعيد للباحثين والعلماء الذين يسعون لفهم طبيعة هذا الجسم السماوي. ورغم بُعده الكبير، يتميز الكوكب بسطوع نجمه المضيء بمقدار 14.092 درجة، ما يجعله نجمًا مُميزًا في سماء الليل.
K2-120 b يعتبر من نوع “Super Earth”، وهو تصنيف يشير إلى كواكب خارج المجموعة الشمسية تتميز بكتلة أكبر من كوكب الأرض، وهو يستحق الانتباه كواحد من تلك العوالم العملاقة. اكتشف هذا الكوكب في عام 2017، مما جعله ضمن قائمة الأجرام السماوية الحديثة والمثيرة للاهتمام.
عند النظر إلى خصائص K2-120 b بالنسبة للأرض، يظهر تباينًا كبيرًا. يبلغ مضاعف كتلته 4.7 مرة بالنسبة لكتلة الأرض، مما يجسد قوة جاذبيته وتأثيره الكبير في سحب أي شيء نحوه. وبالمثل، يبلغ مضاعف نصف قطره 2.01 مرة بالنسبة لنصف قطر الأرض، ما يُبرز حجمه الهائل بالمقارنة.
تدور K2-120 b حول نجمه الأم بمدار يبلغ نصف قطره 0.078 وفترة دوران قدرها 0.026283368 عام، مما يشير إلى حركة دوران سريعة ومتقنة حول نقطة التوازن الكونية. تتميز المدار بشكله البيضاوي بفضل الانحراف البسيط الذي يبلغ 0.14، والذي يضيف جاذبية إضافية إلى هذا النظام السماوي المعقد.
تم اكتشاف K2-120 b باستخدام أسلوب الكشف عن العابرات “Transit”، حيث يُلاحظ العلماء تغييرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يساعد في تحديد مواصفات وخصائص الكواكب بدقة فائقة.
إن K2-120 b، بجماله الفلكي وغموضه العلمي، يظل جسمًا سماويًا يتحدى البشر على استكشافه وفهمه، ورغم البُعد الهائل الذي يفصلنا عنه، يتيح لنا وجوده نافذة إلى أبعاد جديدة من الكون وأسرار لا نهائية تنتظر الكشف عنها.