في سماء اللانهاية، حيث تتألق نجومٌ بأنوارها الخافتة وتكشف عن أسرارها السحرية، نتعامل مع إحدى الكواكب التي ألهمت العلماء وشدت انتباههم، تلك الكوكب البعيد الذي يُعرف باسم HD 95735 c. يتمركز هذا الكوكب في أعماق السماء، على بُعدٍ يبلغ حوالي 19.0 سنة ضوئية منا، يضيء بلمعان براق يُقدمه نجمه المضيء بشدة الذي يُعرف بتصنيف نجمي 7.49 في مقياس اللمعان النجمي.
HD 95735 c ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون، فهو يتميز بخصائص تُشبه تلك التي يحملها العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا العالم الساحر في عام 2021، ما جعله حديث العلماء ومحط اهتمامهم لفترة طويلة. يبلغ كتلة HD 95735 c ما يعادل 13.6 مرة كتلة الأرض، مما يجعله عملاقًا بين الكواكب ويثير الفضول بشأن تكوينه وهيكله الداخلي.
تتسم الكواكب أحيانًا بأحجامها الضخمة ولكن يحدد قياسها بالنسبة إلى كواكب أخرى. في حالة HD 95735 c، يُقاس قطره بنسبة 0.335 من قطر المشتري، العملاق الغازي الذي يحمل في طياته أسرارًا كونية. هذا القياس يلقي الضوء على تباين الكواكب في الكون، حيث تظهر لنا الاختلافات الرهيبة بينها.
تدور HD 95735 c حول نجمه الأم في مدار يبلغ نحو 2.94 وحدة فلكية، ما يجسد لنا أحداثاً كونية رائعة تشير إلى نظام فلكي معقد ومتنوع. يأخذ هذا العالم البعيد حوالي 8.1 أيام لاكتمال دورته حول نجمه، ما يضفي عليه سمة فريدة وتجعلنا نتساءل عن آليات تكون وتطور هذا النظام.
تبرز معلومة إضافية تتعلق بشكل كبير بطريقة اكتشاف HD 95735 c، حيث تم رصده باستخدام أسلوب الكشف عبر السرعة الشعاعية، وهو أحد الطرق المعقدة والدقيقة التي يستخدمها العلماء لفحص الحركة الدورانية للنجوم والكواكب. هذا يكمن في جعلنا ندرك الكم الهائل من الجهد والتقنية الراقية التي تستند إليها المجتمع الفلكي لفهم أسرار الكون وتحليل ألغازه اللامتناهية.
مع كل هذه المعلومات، نجد أن HD 95735 c هو عالم مدهش يحمل في طياته ألغازًا فلكية تثير الفضول وتمنحنا نافذة نحو تعقيدات الكون وتنوعه. يظل هذا الاكتشاف محط إعجاب الباحثين ومحفزًا لمزيد من الاستكشاف والتفاعل مع أسرار الكون اللامحدود.