في إحدى الزوايا النائية للسماء، حيث تتلألأ النجوم بأنوارها الساطعة، تكمن كوكبٌ جديد يثير فضول الباحثين والعلماء. يُعرف هذا الكوكب بـ “HD 75898 b”، إحدى المجرات البعيدة في الفضاء اللامتناهي. يتمتع هذا العالم الغامض بخصائص فريدة تضعه في فئة العمالقة الغازية، حيث يتسيد موقعه كوجهة مثيرة للاهتمام في عالم الفلك.
تبلغ المسافة بيننا وبين HD 75898 b حوالي 255.0 سنة ضوئية، ما يعني أن الضوء يستغرق هذا الزمن ليصل من الكوكب إلى عدسة تلسكوباتنا الفضائية. يظهر الكوكب بوضوح في سماء الليل بفضل سطوع نجمه الأم، الذي يبلغ تقديره 8.03 درجة حسب المقياس الظاهري للسطوع. يتلألأ HD 75898 b في خلفية الفضاء الداكن بألوان وتفاصيل فريدة، تجعله واحدًا من الأجرام السماوية البارزة.
هذا العملاق الغازي يعتبر من فئة العمالقة الغازية، حيث يتميز بكتلته الباعثة للدهشة. فمع مضاعف كتلة يبلغ 2.71 مرة مقارنةً بكتلة المشتري، يكمن HD 75898 b في طيات الفضاء بثقل استثنائي. ولن يكون القارنة العلمية كاملة دون الإشارة إلى نصيبه من الأبعاد، حيث يصل نصف قطره إلى 1.18 مرة من نصف قطر المشتري. تمتلك هذه العناصر الفلكية التفصيلية جاذبية خاصة تميزها بين كواكب هذا النوع.
يتنقل HD 75898 b حول نجمه الأم بمدار يبلغ نصف قطره 1.191 وحدة فلكية، مكملاً دورته حول النجم في زمن قدره 1.157837 سنة. يضيف جاذبية هذا الكوكب لمسةً مثيرة، حيث تظهر البيانات الفلكية تفاصيل حول التحولات المذهلة التي يخضع لها في مساره حول النجم المشع. يعزى انحراف مداره بنسبة 0.11 إلى طريقة الكشف الراديالية السالبة.
تم اكتشاف HD 75898 b في عام 2007، حيث قام الباحثون بتحليل البيانات بواسطة أساليب الكشف عن السرعة الراديالية. هذا الاكتشاف المبهر فتح أفقًا جديدًا في استكشاف الكواكب خارج المجموعة الشمسية، وأضاف قطعة جديدة إلى لغز الكون وتكوينه.
إن HD 75898 b ليس مجرد كوكب، بل هو قطعة من اللغز الفلكي الذي نسعى جميعًا لفهمه. تمثل هذه البيانات الفلكية الغنية نافذةً إلى عالم مجهول يثير الفضول والتساؤلات. وبينما ننظر إلى أعماق الكون، نكتشف أن الكواكب البعيدة ليست مجرد نقاط لامعة في السماء، بل هي حكايات فلكية تنتظر الكشف عن أسرارها وإضاءة أفق جديد لعلم الفلك.