في أعماق السماء تتلألأ نجمة باسم HD 69830، وفي محيطها السماوي يكمن عالم فلكي مثير يحمل اسم HD 69830 b. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سماء الليل في عام 2006، وهو يعتبر إحدى الجواهر الفلكية التي تضيء سماء الكون بسحرها الفيزيائي والفلكي.
يتميز HD 69830 b بمسافة فلكية تبلغ حوالي 41.0 سنة ضوئية عنا، ما يضفي عليه بُعداً غامضاً يلفه الغموض والتفاؤل الفلكي. يظهر هذا الكوكب في سماء HD 69830 كنقطة لامعة بشكل لافت، إذ يبلغ لمعان النجمة الأم HD 69830 حوالي 5.96004 درجة نجمية. يتشابه هذا الكوكب إلى حد كبير مع الزهرة الزرقاء الساحرة في نظامنا الشمسي، إلا أنه يحمل تصنيفًا يشبه كوكب نبتون، مما يضفي عليه سحراً فلكياً فريداً.
لكن المميزات الملفتة لا تتوقف هنا، إذ يكمن سر جاذبية HD 69830 b في خصائصه الفيزيائية المدهشة. بلغت كتلة هذا الكوكب 10.2 مرة أكثر من كتلة الأرض، ما يجعله جسماً ضخماً يعبر عن قوة الجاذبية الكبيرة التي يمتلكها. وعندما ننظر إلى قطره، نجده يعادل 0.283 قطرًا مقارنًا بكوكب المشتري في نظامنا الشمسي، ما يجسد تنوع الكواكب وتفاوتها في الأحجام.
يأخذنا HD 69830 b في جولة سحرية حول نجمه الأم، إذ يكمن في مدار يبلغ نصف قطره 0.0785 وحوله يدور في فترة زمنية تقارب 0.023819301 يوم. إضافة إلى ذلك، يظهر الكوكب ببعض الاختلالات في مداره بنسبة 0.1، ما يضيف له صفة الفرادة والتفرد في عالم الكواكب البعيدة.
تم اكتشاف HD 69830 b باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث يُلاحظ الفلكيون الاهتزازات الطفيفة في حركة النجمة الأم نتيجة لجاذبية الكوكب المحيط بها. هذا الاكتشاف الرائع يلقي بالضوء على تقدم الأدوات والتقنيات التي تساعدنا في استكشاف أغوار الفضاء والكواكب البعيدة.
بهذا يُسجل HD 69830 b اسمه في سجلات الفلك ويكمل مسيرته في الكون بتلألؤه الفلكي، حيث يظل هذا الكوكب البعيد جزءًا من لغز الكون اللامتناهي، يستمر في إثراء معرفتنا بجماليات الفضاء وتعقيداته.