في أعماق السماء، تتوهج نجم يُعرف بـ “HD 68402″، وفي محيط هذا النجم، تنحني الكواكب في رقصٍ ساحر، تتنوع في خصائصها وتشكيلها، ومن بين هذه الكواكب، تبرز بريقاً خاصاً، يتلألأ على وجهة، تُعرف بـ “HD 68402 b”. تأخذنا هذه الكوكبة الفضائية إلى عوالم غامضة، حيث يتلاقى العلم والفضول ليخلقا حكاية فلكية تمتزج بالإثارة والإعجاب.
على بُعد يصل إلى 256 سنة ضوئية من الأرض، تحمل كوكب “HD 68402 b” عبء المسافات الفضائية الهائلة، ويظهر نجم “HD 68402” بسطوع يبلغ 9.11 درجة في مقياس السطوع النجمي. إن هذا النجم اللامع يضيء سماء الليل بأنواره، ويُعد نقطة انطلاق لاستكشاف أعماق الفضاء وأسرار الكواكب المحيطة به.
“HD 68402 b”، الكوكب العملاق الغازي، يندرج تحت تصنيف الكواكب العملاقة ذات الغلاف الغازي، حيث تعتلي سماؤه طبقات من الغازات المختلفة، تمنحه مظهراً فريداً يستحق الانحناء لجماله الطبيعي الساحر. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، حيث أضاءت العدسات الفلكية لتكشف للعلماء عن هذا العالم الجديد الذي يحمل في طياته ألغازاً وتحديات فلكية تثير العقول.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لـ “HD 68402 b”، يتجلى وزنه الذي يعادل 3.07 أضعاف وزن المشتري، العملاق الغازي لنظامنا الشمسي. تعزز هذه الكتلة الضخمة جاذبيته الفائقة وتخلق بيئة فلكية استثنائية على سطحه. ومع نصف قطر يعادل 1.17 مرة نصف قطر المشتري، يكتسب الكوكب بعداً إضافياً من التميز في تشكيله الفلكي.
تدور هذه الكوكبة الجديدة في فلك “HD 68402” على بُعد يبلغ 2.18 وحدة فلكية من نجمها الأم، وتحتاج إلى 3 أيام فقط لاكتمال دورتها الشمسية، وهو مدى زمني يلفت الانتباه إلى سرعة دورانها الرائعة حول نجمها الأم.
تضفي الاستدارة الخفيفة بلغزها على هذا الكوكب، حيث يتسم مداره بالتوازن، مع نسبة انحراف قليلة تبلغ 0.03. تم اكتشاف “HD 68402 b” باستخدام طريقة الكشف عن التغيرات في السرعة الراديالية، حيث يتم قياس الاهتزازات الطفيفة في الحركة الدورانية للنجم بسبب تأثير جاذبية الكوكب.
إن “HD 68402 b” تحفل بسحر الفضاء وجماله الكوني، وتعتبر إضافة رائعة إلى قائمة الكواكب الغامضة والمثيرة في عالمنا الفلكي. يظل هذا الاكتشاف الرائع دليلاً على قدرة الإنسان على استكشاف وفهم أسرار السماء، ويشير إلى الرحلات المستقبلية التي ستقودنا إلى اكتشافات أعظم وأعماق أكبر في هذا الكون اللامتناهي.