عند النظر إلى السماء اللامعة في الليل، يمكننا أن نتساءل عن الكواكب التي تدور حول النجوم البعيدة والأنظمة الشمسية البعيدة. واحدة من هذه الكواكب التي تبرز بوضوح في سجل الاكتشافات الفلكية هي “HD 34445 b”. تلك الكوكب العملاقة الغازية التي تحمل اسماً يتردد في علوم الفلك، تعتبر إحدى المحطات الفضائية الرائعة في عالم الكواكب البعيدة.
تم اكتشاف HD 34445 b في عام 2009، وهي تتميز بتمركزها على بُعد يبلغ حوالي 150 سنة ضوئية منا. يتوسط هذا العملاق الغازي المذهل الذي يسمى أيضًا بالعملاق الغازي HD 34445 b نظامًا نجميًا حيث يتألق النجم الأم، المعروف بسطوعه البارع، بمقدار ضوء يبلغ 7.31 درجة.
يمتاز HD 34445 b بطابعه الفريد في عالم الكواكب، إذ يُصنف كعملاق غازي. إن هذا يعني أنه يتألف أساسًا من غازات مثل الهيليوم والهيدروجين، ويتميز بخصائص جاذبية هائلة وجو ملبد بالغيوم. كما يبلغ قطره 1.24 مرة أكبر من قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
ما يجعل هذا الكوكب أكثر إثارة هو اكتشافه باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية. يتبع هذا الأسلوب تغييرات في طيف الضوء الذي ينطلق من النجم الأم نتيجةً لحركة الكوكب حوله. وبهذه الطريقة، تم تحديد مسار HD 34445 b حول نجمها الأم، حيث يبلغ القطر المداري 2.07 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب حوالي 2.9 سنة لاكتمال دورته حول النجم.
عند التفكير في الشكل الكامل لهذا الكوكب البعيد، يمكن أن نتخيل سحبه الكثيفة وجوه المشهد الفلكي الرائع الذي يمكن أن يقدمه. إن HD 34445 b تقف هناك، كعلامة من علامات الجمال والغموض في السماء، تذكيرًا بتعدد العوالم وتعقيد الكواكب التي قد تكون موطناً لظروف حياة مختلفة عن تلك التي نعرفها هنا على الأرض.