عندما نلقي نظرة على الكواكب خارج نظامنا الشمسي، نجد أن كل كوكب يحمل معه قصة فريدة وخصائص لافتة. أحد هذه الكواكب هو HD 30669 b، الذي يشكل جزءًا من عالم الكواكب الغازية العملاقة في الفضاء البعيد. يتواجد HD 30669 b في بعد يبلغ حوالي 189.0 سنة ضوئية عنا، في إحدى النجوم التي يبلغ سطوعها 9.12 درجة.
تعتبر HD 30669 b من فئة الكواكب العملاقة الغازية، حيث يتميز بتكوينه الذي يتسم بوجود غلاف غازي ضخم يحيط بنواة صلبة صغيرة. يعتبر هذا النوع من الكواكب غالبًا بأنه يتمتع بقوى جذب هائلة وجاذبية قوية تجذب الغازات نحوه، مما يمنحها مظهرًا ضخمًا وشاسعًا في الفضاء.
تم اكتشاف HD 30669 b في عام 2014، حيث أضاءت تلك اللحظة الفلكية بإشراقة جديدة على خارطة الكواكب البعيدة. يتميز هذا الكوكب بكتلة تعادل 0.47 من كتلة المشتري، وهو معيار قياس فلكي يتيح لنا فهم كمية المادة والكتلة التي يحملها الكوكب بالمقارنة مع العملاق الغازي العريض في نظامنا الشمسي.
بالنظر إلى أبعاد HD 30669 b، يظهر لنا أن نصف قطره يعادل 1.27 مرة قطر المشتري، مما يشير إلى أبعاد ضخمة لهذا الكوكب الغازي. يعكس هذا التنوع في الأحجام الكوكبية التي تظهر في الفضاء الخارجي ويعزز فهمنا لتشكيل وتنوع هذه الكواكب.
تدور HD 30669 b حول نجمه الأم بشكل متوسط على مسافة تبلغ 2.69 وحدة فلكية، ويستغرق لإكمال دورته الدورية حوالي 4.6 أيام. هذه المعلومات تلقي الضوء على ترتيب وحركة الكواكب في هذا النظام الفلكي البعيد، وتسلط الضوء على التفاعلات والقوى التي تحكم حركتها المدارية.
من الجدير بالذكر أن اكتشاف HD 30669 b تم باستخدام أسلوب الكشف بواسطة السرعة الشعاعية، حيث تأثير الجاذبية للكوكب يؤثر على سرعة حركة نجمه الأم. هذا الأسلوب يساعد على توفير رؤية أعمق للكواكب والأنظمة الفلكية خارج نطاقات الرؤية المباشرة.
في النهاية، يظهر HD 30669 b كجسر من الغموض، حيث تفتح هذه الاكتشافات أمامنا نوافذ جديدة لفهم واستكشاف الفضاء البعيد، وتسلط الضوء على عظمة وتعقيد الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى في هذا الكون الواسع.