في سماء الكون اللامتناهي، تبرز نقاط ساطعة تمثل نجومًا تعكس بريق اللانهائية الفضائية. وبين هذه النجوم، تظهر كواكب غامضة، تروي قصصًا عن أسرار الكون وتحكي عن روائع الإبداع الفلكي. من بين هذه الكواكب، نبرز HD 28254 b، العملاق الغازي الذي يحمل في طياته ألغازًا لا تزال تتحدى فهمنا للفضاء الخارجي.
تتواجد HD 28254 b على بُعد يصل إلى 180.0 سنة ضوئية منا، وهي مسافة تجعلها تندرج ضمن المجموعة الواسعة للكواكب التي يمكن رصدها من قبل علماء الفلك. يتلألأ نجم HD 28254 بلمعان قوي يبلغ قدره 7.69، مما يجعله نجمًا مرئيًا بوضوح في السماء الليلية للمراقبين الأرضيين.
يتسم HD 28254 b بطابعه الفريد ككوكب عملاق غازي، حيث يتميز بقطر مضاعف بنسبة 1.22 مقارنة بالعملاق الغازي في المجموعة الشمسية، جوبيتر. كما أن كتلته تتجاوز جوبيتر بمضاعف يبلغ 1.16، مما يجسد العمق الفلكي لهذا العالم الغامض.
تدور HD 28254 b حول نجمه الأم في مدار بلغ متوسطه 2.15 وحدة فلكية، مكمنة في أحد الأنظمة النجمية البعيدة. وبفضل هذا المدار الشاسع، يستغرق الكوكب حوالي 3.1 سنة لاكتمال دورته حول نجمه، مما يضيء على الساحة السماوية بحكاية فلكية فريدة.
تضفي نسبة الانحراف المداري لـ HD 28254 b لمسة من التحدي للعلماء، إذ تصل قيمة الانحراف إلى 0.81. هذه الخصائص المميزة تجعل عملية اكتشاف هذا العالم الغامض أمرًا معقدًا ومثيرًا، مما دفع العلماء إلى استخدام أساليب الكشف عن المدار الساكنة لتحليل الحركة الدورانية للنجم والكوكب، وهي الطريقة المعروفة باسم “Radial Velocity”.
تجسد اكتشاف HD 28254 b في عام 2010 إحدى لحظات الفخر لمجتمع الفلك، حيث تم توثيق هذا العملاق الغازي لأول مرة، مما فتح أفقًا جديدًا من التساؤلات حول تاريخ وتكوين هذا الجسم الفلكي. إن HD 28254 b ليس مجرد كوكب في السماء، بل هو أحد اللغز المثير للاستكشافات الفلكية المستقبلية.