في إحدى ليالي اللامحدودة، حيث يتجول عقل الإنسان بين ألوان الكون اللامتناهي، نلتقي بكوكب جديد يحمل اسم HD 21749 c. يقع هذا الكوكب الغامض في سماء الفضاء البعيد، ويبتعد عنا بمسافة تبلغ 53 سنة ضوئية. إنه عالم آخر يثير الفضول ويفتح أبواب التساؤلات حول الحياة خارج حدود كوكبنا الأزرق.
تتسم هذه الكوكب الفريد بسطوع نجمه الأم، حيث يبلغ مقدار السطوع الظاهري له حوالي 8.08 درجة. يعتبر HD 21749 c من فئة “الأرض العظمى”، حيث يتميز بحجم فائق يفوق حجم الأرض. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2019، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام علماء الفلك ورواد الفضاء.
تبلغ الكتلة الخاصة بـ HD 21749 c 3.7 مرات أكثر من كتلة الأرض، مما يجعله يحمل عبءًا جاذبيًا قويًا يختلف تمامًا عن تأثير الجاذبية الذي نعيشه على سطح كوكبنا. ومع ذلك، فإن الجاذبية الفائقة تجسد جاذبية جديدة وفرصًا مثيرة لفهم الظواهر الفيزيائية المعقدة.
من الناحية البصرية، يظهر HD 21749 c بحجم يبلغ 0.892 مرات قطر الأرض. هذا يشير إلى أن السطح الذي يمتد على هذا الكوكب الغامض قد يكون مختلفًا تمامًا عن تضاريس الأرض. ربما يحمل فيضانات وجبالًا تتخطى خيالنا.
تدور HD 21749 c حول نجمه الأم على بُعد يبلغ 0.0695 وحدة فلكية، مما يعني أنه ينتقل في مداره بسرعة ويتخذ موقعه الفريد في نظامه الشمسي. ويتميز بفترة دوران تبلغ حوالي 0.021355236 يومًا، مما يعكس حركة دورانه السريعة حول نجمه.
عندما نلقي نظرة على مساره المداري، نجد أن HD 21749 c يتميز بشكل فريد بعدم وجود تمدد في المدار، حيث تظهر حركته كانتقال غير متقلب. هذا يعني أن الكوكب يتجنب أي تذبذب غير ضروري في مساره حول نجمه.
وكما هو الحال مع العديد من الكواكب الأخرى، تم اكتشاف HD 21749 c باستخدام أسلوب العبور، حيث تلاحظ الزيادات الطفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الاكتشاف المهم يسهم في فهمنا للكواكب البعيدة ويساهم في بناء جسر من الأفق إلى أبعد نقاط الكون.
إن HD 21749 c يمثل تحفة فلكية جديدة تضيء سماء الفضاء بألوانها المتنوعة وتسلط الضوء على أسرار الكون. ومع استمرار التقدم في التكنولوجيا ورؤوس الأفكار البشرية، سنظل نستكشف ونفهم أعماق هذا الكوكب وغيره من العوالم البعيدة بكل تعقيداتها وجمالياتها الفريدة.