في أعماق السماء، على بُعد يُقدر بحوالى 64.0 سنة ضوئية من الأرض، تتوسط كوكب غامض يُدعى HD 216520 c المجرات وتتحدث النجوم عن سرّه. تتلألأ نجمة هذا النظام الفلكي بلمعان يقدر بـ 7.53 درجة من الشدة المُضيئة، ورغم بُعدها، يظهر هذا النجم كنقطة ساطعة في سماء الليل.
HD 216520 c، هو عالم غامض يتشابه في طابعه مع كواكب المشتري ونبتون في نظامنا الشمسي. يتمتع هذا العالم بخصائص فلكية فريدة، فبجوار اكتشافه في عام 2020، أخبرنا الفلكيون بأن هذا الكوكب يتسم بكتلة ضخمة تعادل تقريباً 9.44 مرة كتلة الأرض. إن وزنه الثقيل يجسد ثقله الفلكي ويُلقي بالضوء على أسرار تكوينه وتطوّره عبر الأزمان الكونية.
تبرز أبعاد HD 216520 c بوضوح في علوم الفلك، فقطناح المشتري يُقارب قطره، حيث يبلغ نصف قطره حوالي 0.271 مرة نصف قطر المشتري. يعكس هذا الحجم الهائل طبيعة كواكب المشتري ونبتون، ويُلقي الضوء على التنوع الكوني الرائع الذي تحمله هذه العوالم الغامضة.
يتداول HD 216520 c حول نجمه الأم بمسار يشكل دورة كاملة تستغرق حوالي 0.42272416 سنة. يندرج هذا الكوكب في رقصة فلكية دقيقة حيث يلتف حول نجمه بحركة تماثلية، وهو ما يفتح أبواب الفضاء لاستكشاف عالمه وفهم تأثير الجاذبية والتفاعلات الفيزيائية في ذلك الزمكان البعيد.
تضفي الشذوذ في مدار HD 216520 c لمسة من الغموض على هذا العالم الفلكي. فالتمدد البسيط في مساره حول نجمه، الذي يُعبّر عنه بمقدار الاستدارة، يُضفي تعقيدًا إضافيًا على نظامه الفلكي. إن انحراف مدار الكوكب بنسبة 0.12 يُفتح الأبواب أمام العلماء لاستكشاف طبيعة هذه الظاهرة وفهم كيفية تأثيرها على بقية النظام.
تم اكتشاف HD 216520 c باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، الذي يتيح للعلماء قياس الحركة الراديالية للنجوم. هذه التقنية الدقيقة أتاحت للباحثين تحديد خصائص هذا الكوكب بشكل دقيق والكشف عن ألغازه. تعكس هذه الطريقة الابتكارية قدرة الإنسان على استخدام التكنولوجيا لاستكشاف أعماق الفضاء وفهم أسرار الكواكب البعيدة.
باختصار، يعد HD 216520 c عالمًا فلكيًا مليئًا بالغموض والإثارة، يتحدى عقول العلماء ويدفعهم نحو البحث المستمر عن فهم أعماق الكون وتفاصيله الفلكية.