في إحدى الزوايا البعيدة والمجهولة من السماء اللامتناهية، تتلألأ نجمة بسطوعها الذي يبلغ 8.01 درجة، واسمها HD 175167. إنها نجمة تنضم إلى كوكبة تلك التي نجدها تتلألأ في سماء ليلنا، تاركة وراءها ألغازاً تستفز فضول الباحثين وتثير تساؤلات العقل البشري الفضولي. في عام 2009، كشفت علينا السماء بسرها، حيث تم اكتشاف كوكب مثير يدعى HD 175167 b يدور حول هذا النجم اللامع.
تعتبر HD 175167 b من فئة الكواكب العملاقة الغازية، حيث يشير طابعها الجازي إلى تركيبها الكيميائي الذي يتسم بالغازات المتنوعة والمكونات الخفيفة. إنها عالم غامض يتميز بخصائص فلكية مذهلة، فمع مضيه حوالي 3.5 يوم على مداره حول نجمه الأم، يتميز بنصف رؤية بلوري يزين سماءه المظلمة. وبفضل تقنية الكشف عبر السرعة الشعاعية، تم تحديد مسافته عنا بمقدار 232.0 سنة ضوئية.
إن تميز HD 175167 b لا يقتصر فقط على مداره وموقعه في الفضاء، بل يتجلى أيضًا في خصائصه الفيزيائية. يُعتبر كوكباً ضخماً بالمقارنة مع المشهور جوبيتر، حيث يصل كتلته إلى حوالي 6.80125 مرة كتلة المشتري، مما يضفي عليه هيبة العمالقة الغازيين في عالم الكواكب. وبلغ قطره نحو 1.13 مرة قطر جوبيتر، مما يجعله يبرز بحجمه الاستثنائي في سماء نظامه الشمسي.
تعكس خصائص HD 175167 b التنوع الرائع في عالم الكواكب الخارجية، ولكن التحديات لا تنتهي هنا. يتسم المدار الذي يسلكه هذا العملاق الغازي بشكل ملفت للانتباه، حيث يتميز بنصف قطر يبلغ 2.306105 وحدة فلكية وفترة دوران تبلغ 3.5 أيام. يضف الاستمرار في الكشف عن العجائب الفلكية الجديدة إلى جمال وسحر الكون، مما يثري فهمنا للظواهر الفلكية ويشد اهتمام علماء الفضاء ورواد الفضاء حول العالم.
في خضم هذا الكون المليء بالغموض والتحديات، يظل اكتشاف HD 175167 b شاهدًا على تعقيدات وإبداعات الكواكب الخارجية، ويشكل إضافة قيمة إلى كنز المعرفة البشرية حول الفضاء اللامتناهي.