في سماء اللانهاية تبرز نجمة مذهلة تعرف باسم HD 168443، تتلألأ بسطوع يبلغ 6.92122، مما يجعلها واحدة من تلك النجوم اللامعة التي تلفت انتباه المراقبين الفلكيين في سماء الليل. يقع هذا النجم على بعد 129.0 سنة ضوئية من الأرض، مما يعني أن أشعته تحتاج إلى هذا الوقت لتصل إلينا، مكملةً رحلتها الطويلة عبر الفضاء.
وفي هذا النظام النجمي المدهش، نجد كوكبين رائعين يدوران حول HD 168443. من بينهما يبرز HD 168443 c، الذي يُصنف كعملاق غازي، ويُعتبر أحد الكواكب العجائبية التي تثير فضولنا حول أسرار الكون.
HD 168443 c تم اكتشافه في عام 2000 باستخدام أسلوب الكشف بواسطة السرعة الشعاعية، حيث استخدم العلماء تأثير الجاذبية الذي يسببه وجود الكوكب لتحديد وجوده وخصائصه. وقد أظهرت الدراسات أن كتلته تعادل 18.03941 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
وما يجعل HD 168443 c أكثر إثارة هو قطره الذي يعادل 1.08 مرات قطر المشتري. يتساءل العلماء عن تكوين هذا العملاق الغازي وعن طبيعة سحباته وغلافه الجوي، ما يجعله موضوع دراسات مستقبلية لفهم المزيد عن تشكيل الكواكب العملاقة في أنظمة النجوم البعيدة.
يدور HD 168443 c حول نجمه الأم بمدار يبلغ نصف قطره 2.840843 وحوله بفترة دورية تقدر بحوالي 4.8 أيام. تظهر حالة التحول الإكليلي للمدار أيضًا بشكل لافت، حيث يبلغ الانحراف المداري 0.21. هذه الخصائص تضيف إلى تعقيد وجمالية نظام HD 168443، مما يعزز فهمنا لتنوع العوالم الكوكبية في الكون.
تتساءل أذهان الباحثين والعلماء عن تأثير البيئة الفضائية المحيطة بـ HD 168443 c على تشكيل هذا العالم الفائق الحجم، وكيف يتفاعل مع نجمه الأم وما إذا كان لديه غلاف جوي يحمل في طياته أسرارًا جديدة حول تكوين الكواكب. إن استمرار الأبحاث والمراقبة المستمرة لهذا العالم البعيد يعد بالكثير من المكافآت في مجال فهم الكواكب الخارجية وتشكيلها في أنظمة النجوم البعيدة.