في أعماق السماء، على بُعد يناهز 146 سنة ضوئية، تتوسط اللامنهجية HD 15337 نظامًا فلكيًا رائعًا ومدهشًا. وفي هذا النظام، تبرز الكوكب الذي يُدعى بـ “HD 15337 b” كنقطة جاذبة للفضول ومصدر إعجاب للعلماء والفلكيين. تم اكتشاف هذا الكوكب الفريد في عام 2019، حيث أضاءت شعاعات اكتشافه السماء بلمعان لافت.
HD 15337 b يعد “سوبر أرض”، وهو مصطلح يُطلق على الكواكب الخارجة عن نطاق الأرض بحيث تكون لديها خصائص تجعلها تتجاوز إلى حد كبير الكواكب الأرضية العادية. واحترازيًا، يُعبِّر هذا النوع من الكواكب عن تنوع طبيعي في الكواكب التي نكتشفها.
إن الكوكب HD 15337 b يتميز بكتلة تعادل 7.51 مرة من كتلة الأرض، وهو ما يجسد طابعه الضخم والمثير للتفكير. إذ يعتبر هذا التعدد في الكتلة مثيرًا للاهتمام، فقد يكون له تأثيرات هامة على خصائص الكوكب وطبيعته الكيميائية.
ومع زيادة الكتلة، يأتي حجم الكوكب الذي يعتبر مضاعفًا للأرض بنسبة 1.64. وهذا الحجم الهائل يفتح أمام الباحثين نوافذ جديدة لفهم طبيعة HD 15337 b والتفكير في ما إذا كان يحمل ظروفًا تجعله مواتيًا للحياة أم لا.
تتمثل السمة الفريدة الأخرى لهذا الكوكب في مداره المتقلب حول نجمه، حيث يتراوح المسافة بينه وبين نجمه الأم HD 15337 في حدود 0.0522 وحدة فلكية. وتعد هذه البعد القريبة نسبياً محط اهتمام العلماء، إذ يمكن أن تكون لها تأثير كبير على ظروف المناخ والبيئة السطحية للكوكب.
تدور HD 15337 b حول نجمه بفترة دورية تبلغ حوالي 0.013141684 يوم، وهو ما يمثل تحدٍ إضافيًا لاستكشاف هذا العالم الفريد. تكمن تكنولوجيا اكتشافه في الظواهر المرورية حيث يعبر الكوكب أمام نجمه، وهو أسلوب يسهم في تعزيز تقنيات البحث عن الكواكب في أنظمة أخرى.
وفيما يخص الطبيعة الشكلية للمدار، يظهر أن HD 15337 b يتميز بانحراف طفيف يبلغ 0.09، مما يجعله يندرج في قائمة الكواكب ذات المدارات البعيدة عن التداخل الكبير.
ملحوظ أيضاً، أن هذا الكوكب الرائع تم اكتشافه باستخدام أسلوب المرور، وهو أسلوب فعّال يعتمد على قياس تغييرات سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يُمكننا من استنتاج وجود الكوكب والعديد من خصائصه.
باختصار، يكمن في HD 15337 b عالم غني بالتنوع والغموض، حيث يندرج تحت قائمة الكواكب الفائقة الأرضية التي تتحدى فهمنا للكواكب الخارجية، ويضع تحديات جديدة أمام مجتمع الفلك والباحثين الذين يتطلعون إلى فهم أعماق الفضاء وأسراره.