في سماء الليل الخافتة، يتلألأ نجم يُعرف بالاسم HD 139357، وسط السماء اللامعة بألوانها المتنوعة وأشكالها المدهشة. يحمل هذا النجم اللامع في سماء الكون اللانهائي أسرارًا كثيرة وقصصًا فلكية مثيرة، ولكن اليوم نتجه بأنظارنا إلى إحدى الكواكب التي تدور حول هذا النجم الباهر.
تُعرف هذه الكوكب الساحرة باسم HD 139357 b، وهي عملاقة غازية تنتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة المتجولة في فضاءات لا نهائية. يبلغ البُعد الذي تبتعد فيه عن نجمها الأم HD 139357 مسافة تقدر بحوالي 366.0 سنة ضوئية، مما يجعلها تتألق في الظلام العميق للفضاء.
يتميز HD 139357 b بخصائصه الفلكية المثيرة والمعقدة، حيث يظهر تأثيرها البارز في رقصة فلكية مع نجمها الأم. يبلغ ناتج الكتلة المتضاعفة لهذا العملاق الغازي الرهيب 19.87087 مرة مقارنة بكتلة المشتري، العملاق الغازي الشهير في نظامنا الشمسي. أما نسبة الشعاع، فيبلغ مضاعف الشعاع لهذا الكوكب 1.08 مرة مقارنة بشعاع المشتري، مما يمنحه سماتٍ فريدة وملفتة في عالم الكواكب الخارجية.
تتأرجح HD 139357 b في مدارها السماوي على بُعد يبلغ حوالي 2.948979 وحدة فلكية، وتحتاج إلى حوالي 3.1 سنة لاستكمال دورتها الكونية حول نجمها اللامع. يضفي التميز على مدارها لمسة من التشويق والغموض، خاصةً مع قيمة الانحراف المداري التي تبلغ 0.1، مما يضفي تحديات إضافية للعلماء الفلكيين في فهم حركتها الدقيقة.
اكتشاف هذا العملاق الغازي البعيد جاء عبر تقنية الكشف بالسرعة الشعاعية، حيث استخدم العلماء أجهزة حساسة لقياس التغيرات الطفيفة في سرعة حركة نجم HD 139357، ما أسهم في الكشف عن وجود هذا الكوكب البعيد الساحر.
إن HD 139357 b تكمن كلوحة فنية فلكية، تضفي جاذبية خاصة على سماء الليل، وتذكيرًا بعظمة الكون وتعقيداته. تظل هذه الكوكبة السماوية تشكل غموضًا فلكيًا يستمر في إثارة فضول الإنسان، مدعومة بالألغاز التي تحملها كواكبها والتي قد تحمل أسرارًا لا يزال البشر يتساءلون عنها.