تتعامل البشرية مع أسرار الكون وتسعى لاستكشاف أغوار السماء المليئة بالألغاز، ومن بين هذه الألغاز السماوية تبرز كواكب النظام الشمسي البعيدة، مثل كوكب HD 10697 b، الذي يشكل إحدى اللآلئ الفلكية في فضاء الكواكب البعيدة.
يقع كوكب HD 10697 b على بعد يتجاوز الـ 108 وحدة فلكية من الأرض، مما يجعله ينتمي إلى العالم السماوي البعيد الذي ينتشر في الأفق اللامتناهي للكون. يتألق النجم المضيء الذي يحمل اسم HD 10697 بقوة بلغت 6.28262 درجة من الشدة المغناطيسية، ما يجعله مرئياً لعيون المراقبين الفلكيين الذين يتوسعون في رصد وفهم غموض هذا الكوكب.
HD 10697 b ينتمي إلى صنف الكواكب العملاقة الغازية، حيث يتكون غالباً من غلاف غازي يحيط بنواة صلبة صغيرة. يتجلى جمال هذا الكوكب العملاق في اكتشافه الذي يعود إلى عام 1999، حيث تم تسجيل وجوده لأول مرة على خريطة السماء الفلكية.
تكمن إحدى معالم جمال HD 10697 b في كتلته الفائقة، حيث يتجاوز مضاعف كتلته 6.02397 مرة متوسط كتلة كوكب المشتري، العملاق الغازي في النظام الشمسي. هذا الرقم الفلكي يجسد التنوع الكوني والأبعاد الفلكية الخارقة التي تعكسها هذه الكواكب البعيدة.
وكأنما يزيد جمال HD 10697 b، يتجلى أيضًا في قطره الذي يتجاوز بنسبة 1.14 مرة قطر كوكب المشتري، ما يمنحه هيئة فريدة وشكلًا استثنائيًا في عالم الكواكب البعيدة.
تتداول هذه الجوهرة السماوية حول نجمها المضيء على مسافة تبلغ 2.050268 وحدة فلكية، مكملة دورتها الشمسية في زمن يبلغ 2.9 سنة، ما يضفي عليها دورة حياة فلكية متناغمة.
وكما هو الحال في روائع الفضاء، تتميز HD 10697 b بشكلها البيضاوي واستدارتها المتميزة، حيث تظهر الشذوذ في مدارها بنسبة 0.1، ما يضيف لمسة من التفرد إلى هذا العالم السماوي الرائع.
لم يكتشف HD 10697 b نفسه فجأة، بل كان لمراقبي الكواكب دورًا في كشفها، وذلك باستخدام أساليب الكشف بالسرعة الشعاعية، حيث تم تحليل التأثيرات الطفيفة على طيف ضوء النجم الأم HD 10697، ما سمح بكشف النقاب عن وجود هذا العملاق الغازي.
هكذا تتسع أفقات المعرفة وتتجلى روائع الكون في كل كوكب ينغمس في سماء اللامتناهي، حيث تتناغم المعادلات الفلكية مع جمال الأجرام السماوية لترسم لنا لوحة فلكية فاتنة ومثيرة للدهشة.