في هذا السياق الفلكي الرائع، نجد أن هناك كوكبًا سمي HD 102329 b يستحق الانتباه والاستكشاف. يتميز هذا الكوكب البعيد بموقعه الذي يبعد حوالي 708 وحدة فلكية عنا، ما يضيف لها جاذبيتها الفضائية وجاذبية الغموض التي تحيط به. تلك اللحظة التي تتسم فيها الليل بالسكون والنجوم تتسارع إليها عقول المستكشفين والفلكيين الذين يحلمون بفهم أعماق هذا العالم الكوني المدهش.
يندرج HD 102329 b ضمن فئة الكواكب العملاقة الغازية، حيث يتميز بكونه عملاقًا في حجمه وكتلته. إنه عالم يسوده غلاف غازي سميك، يجذب الفضول والاستفهام حول تكوينه وطبيعته الفيزيائية. تتجلى روعة هذا العمل الفني الكوني في سطوع النجم الذي يحيط به، حيث تبلغ الشدة الظاهرية للنجم المضيء 7.88 درجة، مما يجعله نجمًا متوسطًا في عالم السماء.
تم اكتشاف HD 102329 b في عام 2011، وكان هذا اكتشافًا يعتبر تحفة فلكية، حيث تم استخدام أسلوب الكشف بواسطة السرعة الشعاعية (Radial Velocity) لتحديد وجوده ومعرفة بعض الخصائص الأساسية له. تلك اللحظة التاريخية أضاءت على عالمنا بمزيد من المعرفة حول تنوع الكواكب في الكون.
عند النظر إلى الخصائص الفيزيائية لـ HD 102329 b، نجد أنه يتمتع بكتلة تعادل 8.16 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي السائد في نظامنا الشمسي. وتعتبر هذه الكتلة المعززة مؤشرًا على قوة جاذبيته وعظمته في مجرته السماوية.
أما عن قطره، فيبلغ ضعف قطر المشتري بمعامل يبلغ 1.12، وهو ما يشير إلى حجمه الضخم ومكانته كعملاق غازي. يعتبر هذا التنوع في الأحجام والأحجام النسبية مظهرًا رائعًا من روائع تشكيل الكواكب في هذا الكون الفسيح.
تتحدد مدار HD 102329 b عند نسبة مقدارها إلى مدار المشتري بمقدار 1.81، مما يشير إلى موقعه البعيد والمنعزل في نظامه الشمسي الفريد. وتستغرق فترة دورانه حول نجمه لتكون حوالي 2.1 سنة، مما يعكس تلك الحركة الدورية البطيئة التي تلخص عقارب الساعة الفلكية.
تظهر شخصية HD 102329 b من خلال ارتفاع نسبة التوجه البيضاوي لمداره بمقدار 0.21. هذه الخصائص المحسوسة والقابلة للرصد تثير العديد من التساؤلات حول كيفية تأثيرها على تشكيل وديناميات هذا العالم السماوي.
لختام هذه الرحلة الفلكية، يظهر أن HD 102329 b يشكل إضافة قيمة لفهمنا للكواكب الغازية خارج نظامنا الشمسي. ينقلنا هذا العالم البعيد إلى عوالم لا تزال تحمل أسرار الكون، مما يحفز العلماء والباحثين على مزيد من الاستكشاف والتساؤل حول عظمة الكون وعجائبه.