في أعماق السماء الفلكية تتلألأ نجوم لامعة تروي قصصًا فلكية مذهلة، ومن بين هذا السحر اللامتناهي يبرز كوكب جديد يُدعى HATS-57 b. يعتبر HATS-57 b واحدًا من تلك العوالم السماوية البعيدة التي تشد انتباه علماء الفلك والمهتمين بأسرار الكون.
يتوسط هذا العملاق الغازي الذي يعتبر من نوع “Gas Giant” الفراغ السماوي على بعد يصل إلى 912.0 سنة ضوئية عنا، حيث ينعم بإشراقة فائقة الجمال تُظهر لنا قوة الكون وتدهشنا بتعقيداته. تتجلى مدى سطوعه بوضوح في مقياس التألق الفلكي، حيث يتراوح تألقه النجمي حول 12.333، مما يضفي عليه لمسة من الغموض والجمال في سماء الليل.
تم اكتشاف HATS-57 b في عام 2019، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام الباحثين الفلكيين الذين يتساءلون عن أسرار تكوينه وخصائصه المذهلة. يعكس كوكب HATS-57 b طابعه الفريد من خلال مضاعفات كتلته التي تبلغ 3.147 مرة مقارنة بكتلة المشتري، مما يجعله يتمتع بكتلة هائلة تضاهي تلك للعمالقة الغازية في عوالمنا الشمسية.
وبالنظر إلى الأبعاد الهائلة لهذا الكوكب، يتجلى ذلك في معامل نصف القطر الذي يبلغ 1.139 مرة قطر المشتري، مما يمنحه حجمًا لا يصدق يلهب خيالنا بعمق. إن تلك الأبعاد الفلكية تعكس تنوع الكواكب وتعقيد تكوينها في الكون اللامتناهي.
تدور HATS-57 b حول نجمه الأم بمسافة تُقدر بحوالي 0.03493 وحدة فلكية، وتتميز بفترة دوران ذات طول مدهش يبلغ 0.006570842 يومًا، مما يبرز الديناميات الفلكية الفريدة لهذا العالم الغامض. وتزيد الشيء الذي يلفت الانتباه أكثر هو الشكل البيضاوي لمداره الذي يظهر بفضل الانحراف البسيط بنسبة 0.028.
وقد تم اكتشاف HATS-57 b باستخدام طريقة العبور “Transit”، حيث يلاحظ العلماء تغييرات في الضوء الذي يصل من النجم الأم إلينا عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الفعّالة تساعد في تحديد خصائص ومعلمات الكواكب البعيدة دون الحاجة إلى رحلات فضائية مكلفة.
إن HATS-57 b يمثل نافذة فريدة إلى أسرار الكون، ويشير إلى تعقيدات لا حصر لها في تكوين العوالم الخارجية. وفي ظل هذا الاكتشاف البارز، يظل الفضاء هو الساحة التي تُلهم الإنسان لاستكشاف الغموض والجمال في هذا الكون اللامتناهي.