في السماء البعيدة، حيث تتجول عقولنا بين نجوم اللانهاية، نكتشف عجائب الكون وأسرار الفضاء. إحدى هذه العجائب هي كوكب HATS-51 b، الذي ينتمي إلى تصنيف الكواكب العملاقة الغازية، مثلما يشير إليه نوعه باعتباره Gas Giant.
يتواجد هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تقدر بحوالي 1271.0 سنة ضوئية، حيث يتوارى خلف نجوم السماء، مكمِّلاً لمجموعته النجمية. يتميز HATS-51 b بقدر ضوء نجمه الأم، الذي يصل إلى 12.525 درجة حسب مقياس التألق النجمي. إن هذا الرقم يلقي الضوء على قوة وإشراق النجم الذي يحيط بهذا الكوكب، مما يجعله جزءًا من اللوحة الفسيفسائية للسماء الليلية.
تم اكتشاف HATS-51 b في عام 2017، وكان ذلك لحظة مميزة في تاريخ استكشاف الفضاء، حيث تمكن العلماء من رصد انتقاله أمام نجمه الأم باستخدام طريقة العبور الضوئي، وهي أحد الطرق الحديثة التي تمكننا من الكشف عن وجود الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
وعندما ننظر إلى خصائص HATS-51 b، نجد أن كتلته تعادل 0.768 من كتلة المشتري، مما يجعله كوكبًا صغيرًا نسبياً في عالم الكواكب العملاقة. وبالمثل، يظهر نصف قطره أكبر بنسبة 1.41 مقارنة بنصف قطر المشتري، مما يبرز تنوع الكواكب في هذا النظام البعيد.
تدور HATS-51 b حول نجمه بمدار يبلغ نصف قطره 0.04639 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانه حوالي 0.009034907 سنة، مما يجسد توازنًا فريدًا في توزيع الكواكب في هذا النظام. ولكن الغرابة تكمن في التحولات التي يشهدها HATS-51 b خلال رحلته حول نجمه، حيث يتميز مداره بتراكب غير عادي بنسبة 0.33، مما يجعله كوكبًا ذو حركة دورانية مميزة ومعقدة.
لا تكمن روعة HATS-51 b فقط في خصائصه الفيزيائية، بل أيضًا في كيفية اكتشافه، حيث تم استخدام طريقة العبور الضوئي كوسيلة دقيقة ومبتكرة للكشف عن وجود هذا الكوكب البعيد. تعكس هذه الطريقة الحديثة التقدم العلمي الذي نشهده في مجال استكشاف الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي.
باختصار، يعتبر HATS-51 b لوحة فنية تجمع بين ألوان الفضاء وألحان الكواكب، وهو جزء صغير من اللغز الكبير الذي يطرحه الكون أمامنا.