في إحدى الزوايا النائية للكون، تتلألأ نجمة صغيرة ببريقها الخافت في سماء المجرة، وعند استمرار التركيز على هذا الجسم السماوي، نجد أنه يحمل اسم HAT-P-59 b. هذا الكوكب، الذي ينتمي إلى عائلة العمالقة الغازية، يُعد إحدى عجائب الفضاء التي تلهم العلماء والمستكشفين على حد سواء.
بعد رحلة طويلة عبر الفضاء اللامتناهي، يظهر HAT-P-59 b ككوكب عملاق من الغازات، يحمل على أكتافه وزناً هائلاً يعادل 1.54 مرة كتلة المشتري. يتميز هذا العملاق الغازي بقطر يتجاوز قطر المشتري بنسبة 12.3%، مما يجعله يتألق بحجم مذهل وجاذبية فائقة.
تتداول HAT-P-59 b حول نجمه الأم بمدار يبلغ نصف قطره 0.05064 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورته الدورية حوالي 0.011225188 يوماً. يضفي التفافه الدائم حول نجمه لمسة من التناغم على هذا النظام الفلكي البديع.
تم اكتشاف HAT-P-59 b في سماء الفضاء خلال العام 2021، حيث استخدم العلماء أسلوب العبور لكشف وجود هذا الكوكب البعيد. يتميز هذا الأسلوب بملاحظة تغييرات في سطوع النجم الأم أثناء عبور الكوكب أمامه، وهو ما يتيح للباحثين استنتاجات قيمة حول خصائص HAT-P-59 b.
من الجدير بالذكر أن HAT-P-59 b يتميز بقيمة انحراف قليلة في مداره، حيث يبلغ الانحراف المداري له حوالي 0.03، مما يضيف للمجتمع الفلكي رؤية فريدة حول ترتيب وحركة الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إن هذه الاكتشافات تسلط الضوء على التنوع الرائع للكواكب الموجودة في الكون، وتوفر لنا فهماً أعمق حول غنى الفضاء بألوانه وأشكاله المتعددة. يظل HAT-P-59 b نموذجًا حيًا للغموض والجاذبية الفائقة، ورمزًا للأسرار التي قد يكشفها الكون في كل زاوية من زواياه.