في إحدى الزوايا النائية للكون، تتلألأ نجمة صغيرة تُدعى HAT-P-49، تنشر أشعتها اللامعة في فلك السماء. وبينما يتأمل البشر هذا النجم البعيد، يُكشَف لهم عن عالم سحري يدعى HAT-P-49 b، كوكب غازي ضخم يدور حول هذا النجم اللامع في رقصة فلكية مدهشة.
يُعد HAT-P-49 b من فئة العمالقة الغازية، حيث يتميز بكتلة فائقة الضخامة تعادل 2.2 مرة كتلة المشتري. يتلاءم هذا العملاق الغازي وسط الفضاء، يشبه جسمه الضبابي إلى حد كبير العمالقة الغازية الأخرى التي تعانق النجوم في أرجاء الكون. بالإضافة إلى كتلته الهائلة، يتمتع HAT-P-49 b بشكل استثنائي بنصف قطر يفوق نصف قطر المشتري بمعدل 1.59، مما يجعله يبرز بين الكواكب الغازية بشكل لافت.
تتألق سماء هذا العملاق الغازي برفقة نجمه الأم HAT-P-49، حيث يبتعد عنه بمسافة تُقدر بحوالي 0.04378 وحدة فلكية. يمضي HAT-P-49 b في رحلته حول نجمه بسرعة متناسقة، حيث يستغرق فترة دورته الشمسية حوالي 0.0073921974 سنة من الزمن الفلكي الساحر.
تأتي لنا أخبار هذا الكوكب البعيد من سماء الفضاء عبر وسيلة اكتشاف فريدة، حيث تم رصد عبوره أمام نجمه الأم في ظاهرة تُعرف بالعبور الكوكبي أو “Transit”. وفي عام 2014، اكتشف الباحثون هذا العملاق الغازي الساحر، مضيئين لنا دربًا جديدًا في ملحمة الكواكب البعيدة.
تتسم رحلة HAT-P-49 b بالسكون والانسجام، حيث تظهر نمطًا مثاليًا للدوران حول نجمه. بالرغم من قوة جاذبيته الهائلة وحجمه الضخم، إلا أنه يتحرك بأناقة على مداره المحيط بالنجم الذي أعطاه الحياة في هذا الفضاء اللامتناهي.
وهكذا، يُكمِّل HAT-P-49 b رحلته الفلكية بين النجوم، يروي لنا حكايةً جديدة في كتاب الكون، حيث يتقاطع الغموض والجمال في سماء هذا الفضاء البعيد.