في أعماق السماء وعلى بُعد يصل إلى 439 سنة ضوئية من الأرض، تتواجد كوكبٌ سميَّ بـ HAT-P-3b، وهو جزءٌ من تلك الأكوان الفسيحة التي تروي لنا حكايات الكواكب والفضاء. يتلألأ هذا الكوكب العملاق بسماء الليل بسطوع يبلغ 11.856 مقدار نجومي، مما يجعله واحدًا من الكواكب التي يمكن رؤيتها بواسطة التلسكوبات والأجهزة الفلكية المتوسطة.
HAT-P-3b، الذي ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة الغازية، يظهر ككوكب غازي يتكون أساسًا من طبقة كثيفة من الغازات. يتميز هذا العملاق الغازي بسمات فريدة، حيث يكمن سر اكتشافه في العام 2007 من خلال استخدام أسلوب العبور أو الترانزيت، الذي يعتمد على رصد تغييرات في سطوع النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه.
عندما نتحدث عن خصائص HAT-P-3b، نجد أنه يحمل على عاتقه كتلة تعادل 0.65 من كتلة المشتري، مما يجعله كوكبًا أخف وزنًا بكثير من العمالقة الغازية الأخرى. وبالمثل، يبلغ نصف قطره 0.94 من نصف قطر المشتري، مما يبرز تنوع الكواكب في هذا الكون الواسع.
يتسم HAT-P-3b بمساره المداري القريب، حيث يتواجد على بُعد يبلغ 0.03866 وحدة فلكية من نجمه الأم. وبمعدل دوران يقدر بحوالي 0.007939767 يوم، يظهر هذا الكوكب العملاق كراقصٍ سريع حول نجمه.
رغم قربه الكبير من نجمه الأم، يتميز HAT-P-3b بعدم وجود تغير في شكل مداره، حيث يظل مداره دائمًا دائريًا بدرجة انحراف صفر. هذا يجعله كوكبًا مستقرًا في تحركه حول نجمه.
تم اكتشاف HAT-P-3b باستخدام أسلوب الترانزيت، وهو أحد أساليب رصد الكواكب البعيدة، حيث يتم تحديد وجود الكوكب عن طريق رصد انخفاض في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه.
في نهاية المطاف، يضيء HAT-P-3b في سماء الفضاء كجزء لامع وفريد من مجموعتنا الشمسية الواسعة، يروي قصةً خاصة عن غموض وجمال الكواكب والنجوم في هذا الكون اللامتناهي.