في كوننا الواسع والمليء بالألغاز والسرّ، يظهر لنا كوكبٌ جديد يحمل اسم GJ 536 b، والذي يمثل إضافةً مثيرةً إلى مجموعتنا الشمسية المعروفة. يتميز هذا الكوكب بعدة خصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والباحثين في علم الفلك.
أولاً وقبل كل شيء، يتمركز GJ 536 b على بُعدٍ يبلغ حوالي 34.0 سنة ضوئية عنا، ما يعكس البُعد الكبير الذي يفصل بينه وبين موقعنا في الكون. يتمتع الكوكب بلمعانٍ يبلغ 9.71 درجة نجومية، مما يعني أنه يُشاهد بوضوح من قبل المراقبين الأرضيين.
عند التحدث عن تصنيف GJ 536 b، نجد أنه ينتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه نبتون، حيث يتمتع بخصائص وتكوين يشبه تلك التي تميز الكوكب الزرقاء الجميلة في نظامنا الشمسي. تكمن روعة هذا التصنيف في قدرتنا على استكشاف التنوع الكبير في الكواكب المكتشفة في الفضاء.
تاريخ اكتشاف GJ 536 b يعود إلى عام 2016، حيث قام العلماء بجهود مستمرة وتقنيات حديثة للكشف عن هذا العالم الجديد الذي يحمل في طياته الكثير من الألغاز والمعلومات الثرية.
عند النظر إلى الخصائص الفيزيائية للكوكب، نجد أن كتلته تعادل 5.36 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ملحوظة. وبالنسبة لقطره، يبلغ مضاعفه 2.17 مرة قطر الأرض، مما يجسد حجمًا ملحوظًا يفتح أفقًا جديدًا لفهمنا للتنوع الكوني.
تتميز مدار GJ 536 b بمسافة تبلغ 0.06661 وحدة فلكية، مع فترة دوران تقدر بحوالي 0.023819301 سنة، ما يشير إلى حركة دوران سريعة حول نجمه الأم. كما أن لديه انحرافًا في مداره بنسبة 0.08، مما يبرز تعقيد حركته حول النجم المضيء.
تم الكشف عن GJ 536 b باستخدام أسلوب الكشف بواسطة السرعة الشعاعية (Radial Velocity)، وهو أسلوب يعتمد على قياس الاهتزازات الدقيقة في الحركة الدورانية للنجوم، والتي قد تكون ناتجة عن وجود كوكب يؤثر على جاذبية النجم.
باختصار، يُعَد GJ 536 b إضافة مميزة إلى خريطة الكواكب الخارجية لنظامنا الشمسي، ويفتح أمامنا نافذةً جديدة لفهم أعماق الكون وتعقيداته. إنه كوكبٌ يحمل في طياته العديد من الألغاز التي تستحق البحث والاستكشاف المستمر.