في سماء الكون اللامتناهي تتلألأ نجوم عديدة، وفي هذا السياق الساحر يظهر لنا كوكب فضائي يثير الفضول والدهشة، يحمل اسم “CoRoT-6 b”. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تبلغ 2105.0 سنة ضوئية، مما يجعله جزءًا من النظام الفلكي الذي يتنقل في سماء الليل.
تألق النجم الذي يستضيف هذا الكوكب، بقدر ضوءه الساطع الذي يبلغ 13.961 من المغناطيس الشمسي، يمنحنا فرصة فريدة لاستكشاف هذا الجار السماوي. وعلى سطحه، ينكمش الليل ويتوارى خلف النجوم اللامعة التي ترسم لوحة ساحرة في سماء الليل.
“CoRoT-6 b” يندرج تحت صنف العمالقة الغازية، حيث يتميز بهيكله الضخم وتكوينه الغني بالغازات. إنه عالم فضائي يعيش في حجم يفوق تخيلنا، ما يثير التساؤلات حول طبيعته وتكوينه.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2009، عندما كانت تقنية العبور (Transit) تلعب دورًا حاسمًا في عمليات الرصد والاكتشاف في علم الفلك. بفضل هذه التقنية، تمكن العلماء من رصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه الأم، ما أدى إلى كشف وجوده وتحديد بعض من خصائصه.
وعندما ننظر إلى خصائص “CoRoT-6 b” بدقة، نجد أن كتلته تفوق 2.96 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي الشهير في نظامنا الشمسي. أما قطره فيبلغ 1.166 مرة قطر المشتري، مما يعكس حجمًا مذهلاً يشد الأنظار.
تحكم هذا الكوكب الغامض في مدار ذي شكل مهيب، إذ يتنقل في فلك نجمه الأم على بعد يبلغ 0.0855 وحدة فلكية. ومدة دورته الدورية حول نجمه تقارب الـ 0.02436687 يومًا، مما يجعله يعيش في حضن نجمه بسرعة مذهلة.
وكما تشير البيانات إلى أن “CoRoT-6 b” يتميز بتمايل طفيف في مداره، حيث تبلغ نسبة التمايل 0.1. هذا التمايل يضفي للنظام الفلكي لمسة من الغموض والتعقيد، ما يجعل من التفكير في أسراره أمرًا مثيرًا ومثيرًا للاهتمام.
في الختام، يظهر “CoRoT-6 b” ككوكب فضائي مليء بالغموض والجاذبية، ينضم إلى مجموعة العوالم البعيدة التي تعكس روعة الكون وتعمق ألغازه. إنها فرصة جديدة لاستكشاف وفهم الأكوان والكواكب البعيدة، وربما يكون لدينا الفرصة في يوم من الأيام للإلمام بأسراره وأسرار الكون المذهل.