في سماء اللامكن, حيث يتداخل الفضاء بلغة من الألوان والأشكال الساحرة، تتألق كواكب الكون بألقها الفريد، ومن بين تلك الأجرام السماوية المذهلة تبرز كوكبٌ غامض يدعى “كيبلر-982 ب”. إنه عالم مدهش يتوسط السماء بتلألؤه الخافت، حيث يحمل في طياته العديد من الأسرار الفلكية والمعلومات الرائعة.
يتواجد كوكب كيبلر-982 ب في بعد يصل إلى 2614 وحدة فلكية عنا، ما يضفي عليه بعدًا كونيًا يبدو للعين البشرية بعيدًا، ولكنه في الحقيقة يعتبر قريبًا بالمقارنة مع نطاقات الفضاء اللانهائي.
يمتاز هذا الكوكب بلمعانه الفلكي الذي يعكسه لنا قدرته على إخفاء ألغازه وسرَّه الكوني، إذ يظهر بتألق يصل معدل سطوعه النجمي إلى 13.099 وحدة نجومية، مما يجعله ضيفًا مهيبًا في سماء الليل.
وكما يعكس اسمه، فإن كوكب كيبلر-982 b يتشابه في صفاته إلى حد كبير مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. إنه ينتمي إلى فئة الكواكب ذات الخصائص المشابهة للزهرة الزرقاء، وهو ينثر بريق الغموض والألوان الخيالية في فضاء الكون.
تاريخ اكتشافه يرتبط بعام 2016، حيث انفتحت أبواب السماء للعلماء ليكتشفوا هذا الجمال الفلكي الفريد. كانت لحظة اكتشافه تاريخية، حيث تم توثيق وجوده بدقة في سجلات الفلك، مما جعله جزءًا لا يتجزأ من خريطة الكواكب المعروفة.
فيما يتعلق بالتركيب الكيميائي لكيبلر-982 b، يظهر أن لديه كتلة تعادل 5.69 مرة من كتلة الأرض، مما يشير إلى وجود تباين كبير في الكتلة بين الكواكب المختلفة. وعندما نقيس حجمه بالنسبة إلى العملاق الغازي جوبيتر، نجد أن نسبة القطر تبلغ 0.201، مما يعزز من سحره ويضيف إلى طابعه الفريد.
تدور كوكب كيبلر-982 b حول نجمه الأم بمدار ذو شعاع يقدر بـ 0.1291 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول النجم حوالي 0.04325804 يوم، ما يعكس سرعة دوران فائقة وتفاعلية مع نظامه النجمي.
رغم وجوده في مكان بعيد بالكون، يظهر أن كوكب كيبلر-982 b يتمتع بدورة مدارية ثابتة تقريبًا، حيث تكاد الشذوذ في شكل المدار (الاستعراض) يكون غير ملحوظ، حينئذٍ يظهر لنا مشهدًا فلكيًا مدهشًا يحكي قصة تراقص الكواكب وتفاعلها الدائم مع قوانين الجاذبية.
وفيما يتعلق بأسلوب الكشف عنه، تم اكتشاف كيبلر-982 b باستخدام طريقة العبور (الترانزيت)، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يسبب تغييرًا طفيفًا في سطوع النجم. وباستغلال هذه التقنية الدقيقة، تمكن العلماء من رصد وجوده وتحديد صفاته بدقة علمية عالية.
إن كوكب كيبلر-982 b هو لوحة فنية تعبر عن سحر الكواكب والأسرار التي تحملها. إنه يجسد الجمال الفلكي والعلمي في اللامكن، حيث يتقاطع الغموض والمعرفة في سماء الكون، محملاً بقصةٍ رائعة عن الكواكب التي تحمل بين طياتها ألغازًا لا تنتهي وجمالًا لا يعد ولا يحصى.