في أعماق السماء اللامعة، ينثر الكون جواهره الفلكية، ومن بين تلك الجواهر الساحرة تبرز كوكبٌ سمي بـ “كيبلر-945 ب”. يتألق هذا الكوكب البعيد ببريق لامع يصل إلى 15.599 درجة حسب المقياس الفلكي للسطوع النجمي، ويرسم بذلك لوحة فلكية فاتنة في سماء الفضاء.
“كيبلر-945 ب”، الذي اكتشف في سنة 2016، يعتبر من فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتمتع بسمات فريدة وجذابة. يبلغ البعد بين هذا الكوكب وموطننا الأرض مقداره 5386 وحدة فلكية، مما يجعله عالماً بعيداً يعيش في نطاقات لا يمكن للعقل البشري إدراكها بشكل فوري.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يظهر “كيبلر-945 ب” بأبعاد تفوق تصوراتنا الأكثر تجريدًا. إذ يتسم بكتلة مضاعفة بنسبة 7.41 مرة مقارنة بكتلة الأرض، ويعكس بذلك قوانين الجاذبية الفلكية التي تحكم حركة الأجرام السماوية. ومع نسبة نصف قطر مضاعفة بمعامل قدره 0.235 مقارنة بنصف قطر المشتري، ينتقل الكوكب بين الأبعاد الكونية بأناقة لافتة.
لكن جمال “كيبلر-945 ب” لا يكمن فقط في تلك الخصائص الفيزيائية، بل يتجلى أيضًا في رقصه الفلكي المذهل حول نجمه الأم. يتداول الكوكب في مدار دائري يبلغ شعاعه 0.2037 وفترة دورانه تستغرق 0.08487337 سنة، ما يجعله يتأرجح في هذا الفضاء اللامتناهي بأسلوب فني يتناغم مع حداثة اكتشافه.
تختلف “كيبلر-945 ب” عن بقية الكواكب في اختيار وسيلة اكتشافه، حيث تمت رصده بواسطة طريقة العبور (Transit)، وهي الطريقة التي تعتمد على قياس تغير في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه، مما يفتح أمام الباحثين نافذة فريدة لفهم طبيعة وتكوين هذا العالم الساحر.
إن “كيبلر-945 ب” يمثل إضافة قيمة إلى تشكيلة الكواكب التي نعرفها، فهو ليس مجرد كوكب بل هو لوحة فنية تروي قصة الكون وتدعونا لاستكشاف أعماق السماء بعيون فضولية تتسع لجمال الفضاء وعجائبه اللامحدودة.