في سماء اللامكان، حيث يتداخل اللامحدود مع الألوان اللامعة، نجد أنفسنا أمام إحدى الكواكب الساحرة، وتحديدًا أمام “كيبلر-833 b”. تلك الكوكب الذي ينتمي إلى فئة الأرضيات العظيمة، أو ما يُعرف بالسوبر إيرث، حيث يُطلق عليه العلماء تصنيفًا يعكس حجمه الضخم والمكونات التي تجعله يبرز بفخر في هذا الفضاء الغامض.
بعيدًا عنا، على بُعد يُقدر بـ 1525.0 سنة ضوئية، يُشكل كيبلر-833 b محطة للدهشة الفلكية. يظهر لنا هذا العملاق الفضائي بسطوع يبلغ 15.755 درجة، مما يجعله ضيفًا لا يمكن تجاهله في سماء المجرة. اكتشف هذا الكوكب الرائع في سنة 2016، عندما كان الباحثون يحدقون في أعماق الفضاء باستخدام طريقة العبور، وكان ذلك مثارًا لدهشتهم وتحمسهم لفهم المزيد حول هذا العالم الغامض.
تتعلق معلومات الكتلة بكيبلر-833 b بإحصائيات لا تقل إثارة عن سحره البصري. فبمضاعف كتلة يبلغ 4.74 مرة مقارنةً بكتلة الأرض، يتحلى هذا العملاق بثقله الفلكي الذي يجسد قوة الجاذبية في عالمه. ولكن لا يقتصر الأمر على ذلك، بل يتجلى أيضًا في قطره الذي يضاعف 2.02 مرة قياسًا إلى قطر الأرض، مما يمنحه ملمسًا فريدًا وساحرًا في تكوينه الكوني.
تدور كيبلر-833 b حول نجمه الأم بشكل غاية في الأمانة، إذ يبلغ شعاعها المداري حوالي 0.1139 وحدة فلكية، ويتكرر ذلك في زمن قدره 0.05147159 سنة. تظهر هذه القيم أن هذا الكوكب يتمتع بتناغم فائق في تفاعله مع نجمه، وينعكس ذلك في الاستقرار الذي يسيطر على حركته.
تأتي لنا معلومات الكتلة والقطر بالمضاعفين، حيث يعكسان الابتسامة الغامضة لكيبلر-833 b، ولكن يظل الجزء الأكثر إثارة هو الأسلوب الذي تم اكتشافه به. فالعلماء استخدموا طريقة العبور، حيث يراقبون تغييرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه، ما يكشف لهم عن وجود هذا العالم البعيد.
تتسارع الأسئلة وتتجدد الفضولات في وجه كيبلر-833 b، فالكون اللامتناهي يكشف لنا ألغازه ببطء، ويدعونا إلى استكشاف أعماقه الغامضة. إنها رحلة لا تنتهي من التساؤلات، وكل نجم في هذا الفضاء الفائق يحمل قصة فريدة وسرًا لا يُكشف إلا للباحثين المتحمسين الذين يخوضون رحلتهم في عالم الكواكب والنجوم.