في أعماق السماء المذهلة، حيث تتداخل الكواكب وترقص حول النجوم، نجد أحد الأكوان الفريدة التي تخفي خلف طبقات السماء اللامتناهية أسرارًا لا تعد ولا تحصى. إحدى هذه الكواكب الغامضة التي تنتمي إلى عالم الكواكب البعيدة هي “كيبلر-783 ب”.
تتميز كيبلر-783 ببعض الخصائص الفريدة التي تضفي عليها سحرًا خاصًا في سماء الفضاء اللانهائي. يظهر هذا الكوكب البعيد بمقدار تألق نجمي يبلغ 14.153، ما يجعله ضيفًا هامشيًا في سماء المجرات البعيدة، حيث يلفت الانتباه بخجل في مقابل تلك النجوم الأكثر إشراقًا.
تتميز كيبلر-783 بأنها كوكب صخري، يقع على بُعد يبلغ 1683.0 سنة ضوئية عنا، وتتمتع بنوعية سطحية تيرستريالية، مما يعني أنها تحمل صفات تجعلها تشبه إلى حد كبير الأرض في تكوينها الجيولوجي. تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر في عام 2016، حيث أضاء العلماء لأول مرة على أسراره الفلكية المذهلة.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يأتي كيبلر-783 ببنية كتلية متمثلة في 0.399 ضعف كتلة الأرض، مما يضفي عليه وزنًا فريدًا وتأثيرًا ثقيلًا على ساحته الكونية. يبلغ نصف قطره 0.78 ضعف نصف قطر الأرض، ما يعني أنه يأتي بأبعاد تجعله يندرج ضمن فئة الكواكب التي تتمتع بحجم معتدل وقدرة مثيرة على استضافة الظروف الحياتية.
تدور هذه الكوكبة الجميلة حول نجمها الأم، حيث يبلغ شعاع المدار الذي تسلكه حوالي 0.0491 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.011772759 عامًا لاكتمال دورته حول النجم. يتميز المدار بانعدام الانحراف، مما يجعل حركة كيبلر-783 حول نجمها تكون أكثر انتظامًا وتناغمًا.
أسلوب اكتشاف هذا العالم البعيد كان من خلال الطريقة المعروفة باسم “العبور”، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يؤدي إلى تغييرات في سطوع النجم على سبيل المرور. هذه الظاهرة الفلكية تتيح للعلماء استنتاج وفهم العديد من الخصائص الفيزيائية والفلكية لهذا العالم البعيد.
إن كيبلر-783 تمثل إضافة هامة إلى كتالوج الكواكب البعيدة، حيث تبرز بفضل خصائصها الفريدة والمثيرة. إن استكشاف الكواكب خارج نطاق النظام الشمسي يعزز فهمنا لتنوع العوالم الفلكية ويفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف أعماق الفضاء اللامتناهي وأسراره المذهلة.