في أعماق الفضاء السحيق، يتلألأ كوكب جديد يُعرف باسم “كيبلر-750 سي”، وهو جزء من نظام نجمي بعيد يعتبر موطنًا لمذهلة من التعقيد والإثارة. ينتمي هذا الكوكب الساحر إلى فئة فريدة تُعرف باسم “الأرض الفائقة”، حيث يعتبر واحدًا من تلك العوالم الغنية بالتشابه مع كوكب الأرض الذي نعرفه.
تتسم الخصائص الفريدة لكيبلر-750 سي بإثارة علماء الفلك والمستكشفين الفضائيين على حد سواء. يقع هذا الكوكب الرائع على بُعد 4228.0 سنة ضوئية منا، حيث يعكس لنا تلك البُعد الفلكي الكبيرة مدى تعقيد الكون الذي نبحر فيه. بمقدورنا رؤيته بوضوح من خلال نجمه الأم، حيث تبلغ شدة الضياء النجمية 14.634، وهي معلومة تكشف عن مدى كبير للتباين الضوئي بين الكوكب ونجمه الأم.
تأتي اكتشاف كيبلر-750 سي لنا في سنة 2016، وهو اكتشاف لفت الأنظار نحو هذا العالم الجديد في عالم الكواكب الخارجية. الكوكب يتميز بكتلة مذهلة مضاعفة بنسبة 3.26 مرة مقارنة بالأرض، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة جدًا والتي قد تحمل في طياتها أسرارًا فلكية مثيرة.
تعتبر النسب الفلكية لكيبلر-750 سي أمرًا لافتًا للانتباه أيضًا. إذ يبلغ نصف قطر الكوكب 1.62 مرة قطر الأرض، وهو رقم يبرز التباين الكبير في الأحجام بين الكواكب المختلفة. وعندما نلقي نظرة على مساره المداري، نجد أنه يتحرك على بُعد 0.0533 وحدة فلكية من نجمه الأم، متسارعًا في دورته حوله بفترة قدرها 0.011225188 سنة، ما يجعل لديه دورة حياة فلكية فريدة ومثيرة.
رغم أن الكواكب الفائقة مثل كيبلر-750 سي تظهر في الوهلة الأولى كمجرد نقاط في السماء، إلا أن استخدام أساليب الكشف عبر العابرات الفلكية كان حاسمًا في رصد هذا العالم البعيد. تم اكتشافه باستخدام طريقة العابرة، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يتسبب في تغيير طفيف في السطوع يمكن قياسه واستخدامه للكشف عن وجود هذا الكوكب الرائع.
في الختام، يبرز كيبلر-750 سي كنجم متألق في سماء الفضاء، يقدم لنا لمحة عن التنوع اللامحدود للكواكب والأنظمة الفلكية. إن فهم خصائصه واكتشافه يمثلان إضافة قيمة لمعرفتنا بالكون ويفتحان أفقًا جديدًا للاستكشاف الفضائي والاستفادة من الدروس التي يمكننا تعلمها من هذه العوالم البعيدة.