عندما نتناول النظر إلى عجائب الفضاء والكواكب، لا يمكن إهمال الجمال الذي ينعش العقول ويفتح أفق الفهم لأسرار الكون اللامتناهي. إن التحديثات الدائمة في علم الفلك تفتح لنا نافذة إلى عوالم بعيدة، ومن بين هذه العوالم الساحرة تبرز كوكب يطلق عليه اسم “كيبلر-628 ب”.
يتوسط هذا العملاق الغازي الفسيح الفراغ بمسافة تبلغ 2929.0 سنة ضوئية عنا، وعندما نرفع أعيننا إلى السماء، يظهر لنا بلمعان راق لا يقل سحرًا عن لمعان النجوم اللامعة. تأتي لنا هذه الرؤية الفريدة بفضل التألق الذي يبلغ 13.138 درجة من سطوع النجوم، حيث يشع هذا الكوكب بألوان الفضاء المذهلة.
“كيبلر-628 ب”، الذي يُعرف أيضًا بأنه “عملاق غازي”، يأخذنا في رحلة مدهشة إلى عالم الغازات الثقيلة والطبائع الفلكية الاستثنائية. اكتشف هذا الكوكب الساحر في عام 2016، وكان اكتشافه لحظة تاريخية تضاف إلى سجلاتنا العلمية.
إن “كيبلر-628 ب” يحمل معه سرَّ تكوينه الفريد، إذ يتميز بكتلة تساوي 0.168 مرة من كتلة المشتري، وهو العملاق الغازي الذي يتمتع بقدرات استثنائية في تكوين السماء. يمتد هذا العملاق الفضائي على نطاق يعادل 0.749 مرة من نصف قطر المشتري، مما يجعله يبرز بحجم ملفت للنظر عند رصده من قبل المراصد الفلكية.
تدور أحداثه في مدار غامض يبلغ 0.1241 من مدار المشتري، ويكمل دورته حول نجمه الأم في فترة زمنية قدرها 0.042436685 عامًا، ما يضيف عنصرًا إضافيًا من التعقيد والغموض إلى حكاية هذا العملاق. يتميز مداره بعدم انحرافه، إذ يظهر بانتظام في طريقه حول النجم الذي يعتبر مصدره الأم الذي يعطي حياة لهذا العالم الفلكي الفريد.
وكما يتضح من طريقة اكتشافه، تم رصده عبر طريقة العبور، حيث يمر أمام نجمه الأم، مما يخلق تقلبات دقيقة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الاكتشاف الاستثنائي يبرز دور التكنولوجيا المتقدمة التي نستخدمها لفهم أسرار الكون.
في النهاية، يظهر “كيبلر-628 ب” كجوهرة فلكية نادرة، تجسد الغموض والجمال في عالم الفضاء اللامتناهي. يعكس اكتشاف هذا الكوكب التاريخ العلمي الذي نرسمه بأيدينا، مما يعزز فهمنا لعجائب الكون ويفتح أفقًا جديدًا للاستكشاف المستمر.