في أعماق السماء، تتناثر الكواكب بأسرارها وجمالها الساحر، ومن بين هذه الجواهر الفلكية تبرز كوكب “كيبلر-626 بي” بكل روعته وغموضه. يعتبر هذا الكوكب واحدًا من الكواكب البعيدة المكتشفة في سماء اللانهاية، وقد كشف عن نفسه للعالم الفلكي في عام 2016.
تتميز كيبلر-626 بي بموقعها البعيد في الفضاء، حيث تبلغ المسافة بينها وبيننا حوالي 2073 وحدة فلكية. تلك البُعد الذي يمنحها مكانة خاصة بين الكواكب، مما يجعلها تستحق الاهتمام والدراسة العميقة.
مع حجم نجمها الذي يبلغ تألقه 14.086 وفقًا لمقياس السطوع النجمي، تتألق كيبلر-626 بي في سماءها اللامتناهية كنجم لامع يستحوذ على انتباه المراقبين الفلكيين. هذا السطوع اللامع يضفي على اللحظات الليلية سحرًا فريدًا ورومانسية.
يتسم الكوكب بخصائصه الفريدة، حيث ينتمي إلى فئة الكواكب المشابهة لزحل، حيث يُعرف بأنه “نبتوني المشابه”. ومن خلال مقاييسه الكبيرة بمضاعف كتلة يبلغ 5.86 مرة من كتلة الأرض، يظهر كيبلر-626 بي كعملاق في عالم الكواكب البعيدة.
تبرز العديد من المعلومات المثيرة حول هذا الكوكب، فالمقياس الضخم لكتلته يُظهر كيف يتحدى الجاذبية بشكل مثير، مما يجعله نقطة اهتمام رئيسية للعلماء والفلكيين. وبناءً على هذه الكتلة الضخمة، يتجلى الفارق بين كيبلر-626 بي وبين كواكبنا الصخرية الصغيرة.
وإذا نظرنا إلى قطره، نجد أنه يبلغ 0.204 مرة قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. هذا الحجم الهائل يكمن وراء جاذبية كيبلر-626 بي الفائقة، والتي تجذب الانتباه نحو أسرارها الكونية.
في سياق مداره، يحيط الكوكب بنجمه بمسافة تبلغ 0.115 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.039698835 يومًا ليكمل دورته حول النجم. هذا المدار الدقيق والزمن القصير يضيفان إلى غموض الكوكب وتعقيده، مما يجعل دراسته أمرًا مثيرًا للفضول.
تمت اكتشاف كيبلر-626 بي باستخدام أسلوب الكشف عن الترانزيت، حيث يلاحظ العلماء تغييرًا في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق للكشف يعكس التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نعيشه، حيث يمكننا الآن استكشاف أسرار الكواكب البعيدة بدقة لم تكن ممكنة في السابق.
في الختام، يظهر كيبلر-626 بي كعالم فلكي مثير يحمل في طياته الكثير من الأسرار والتحديات الفلكية. تلك اللمحات الفاخرة للكون تذكرنا دائمًا بجمال وتعقيد الكواكب التي تدور في أفق اللانهاية، وتحفزنا على استكشاف المزيد من أسرار الكون اللامتناهي.