عندما نتحدث عن كواكب خارج نظامنا الشمسي، يبرز لنا عالم الفضاء البعيد بكل تنوعه وغموضه. واحدة من هذه الكواكب المذهلة هي “كيبلر-46 دي”، التي تشكل قصة رائعة عن الكواكب الفائقة الأرضية واكتشافها في عالم الفلك الحديث.
تتميز كوكب “كيبلر-46 دي” بمجموعة من الخصائص الفريدة التي تجعلها تبرز بين باقي الكواكب في الكون اللامتناهي. يبلغ متوسط المسافة بين “كيبلر-46 دي” ونجمها الأم نحو 2535.0 سنة ضوئية، وهذا يعكس البُعد الهائل الذي يفصل بين هذا العالم البعيد وكوكبنا الأرض.
تألق نجم “كيبلر-46 دي” بسطوع يبلغ 15.312 في المقياس الظاهري، مما يجعله نجمًا هادئًا في سماء الفضاء. ومع ذلك، يتميز هذا الكوكب بكونه “سوبر أرض”، وهو تصنيف يشير إلى وجود كتلة أكبر من كتلة الأرض، ويبلغ معامل الكتلة 3.33 مضاعفًا للأرض.
أما عن قطر “كيبلر-46 دي”، فيبلغ معامل القطر 1.64 مضاعفًا للأرض، مما يجعله كوكبًا ذا أبعاد ضخمة وشاسعة. إن ميزة الكوكب الفائق الأرضي هذه تضفي عليه طابعًا فريدًا في فصل قصته ضمن مجموعة الكواكب البعيدة.
يدور “كيبلر-46 دي” حول نجمها الأم على مدار يبلغ نحو 0.067 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.018617386 سنة لاستكمال دورته الشمسية. ورغم عدم وجود تمدد في مدارها، إلا أنها تضفي جاذبية مثيرة على عالمها.
تم اكتشاف “كيبلر-46 دي” في عام 2014، وذلك باستخدام أسلوب الكشف عبر عبور الكوكب أمام نجمه الأم، المعروف باسم “العبور”. هذا الأسلوب الدقيق يسمح للعلماء برصد تغييرات طفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يتيح لهم تحديد العديد من الخصائص الفيزيائية والكيميائية للكوكب.
باختصار، يعكس كوكب “كيبلر-46 دي” جمال الكواكب الفائقة الأرضية في الكون، وتاريخ اكتشافه يضيف بعدًا زمنيًا يبرز التقدم المذهل الذي تحقق في مجال الفلك. إنها رحلة فضائية ملهمة تستحق الاكتشاف والاستكشاف المستمر.