في نطاق لا يعرفه الكثيرون، يتوسط الكون الواسع الذي نعيش فيه، كواكب مدهشة تدور حول نجومها اللامعة. تلك العوالم السماوية، التي تكمن في أعماق السماء، تحمل في طياتها أسراراً وإثارة لا حدود لها. من بين تلك الكواكب الساحرة، نبرز اليوم كوكبًا فريدًا يحمل اسم “كيبلر-402 دي”، حيث يندرج ضمن تلك الكواكب الفائقة الأرضية.
تتميز كوكب كيبلر-402 دي بموقعه البعيد في نظامنا الشمسي، إذ يبلغ مسافة تقديرية تبلغ 2040 وحدة فلكية عن الأرض. يتلألأ الكوكب في سماء الليل بشكل خافت، حيث يصل توهجه النجمي إلى 13.27 درجة من حيث السطوع. يعتبر كيبلر-402 دي من نوع “الأرض الفائقة”، وهو التصنيف الذي يشير إلى أنه يمتلك خصائص تجعله مشابهًا للأرض في بعض الجوانب.
اكتشف العلماء هذا العالم الفريد في عام 2014، حينما كانوا يحلقون بأفكارهم في أفق الفضاء اللامتناهي. كانت طريقة الاكتشاف تعتمد على ظاهرة العبور أو “الترانزيت”، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يؤدي إلى تغيير في السطوع يمكن قياسه من الأرض. هذه الطريقة الدقيقة للكشف تمكّن العلماء من استنتاج وجود كوكب كيبلر-402 دي بدقة فائقة.
أما فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب، فيتميز بكتلة مضاعفة تبلغ 2.48 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله يحمل وزنًا أثقل بشكل ملحوظ. وعلى الرغم من ذلك، يظل لديه نسبة نصف قطرية تبلغ 1.38 مرة قياس نصف قطر الأرض. يدور كيبلر-402 دي حول نجمه الأم في مدار ذو شعاع يبلغ 0.087 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول النجم حوالي 0.02436687 يومًا، ما يجعله يعيش في حضن نظام شمسي سريع الحركة.
على الرغم من أنه لا يظهر أي انحراف في مداره، إذ تكون الكواكب عادةً متمايلة قليلاً، يبدو أن كيبلر-402 دي يتمتع بدورة مدارية بلا انحراف وتمثل ذلك في العمق الفلكي لهذا العالم الساحر.
بهذه الطريقة، يتألق كوكب كيبلر-402 دي كنجم في سماء الكون، يحمل في طياته ألغازاً وروائع تستحق الاكتشاف. يظهر لنا هذا العالم البعيد كشاهد على التنوع الفائق للكواكب في الفضاء، ويفتح أمام علماء الفلك أفقاً جديداً من التساؤلات حول طبيعة وخصائص الكواكب خارج نظامنا الشمسي، مما يثري معرفتنا بجمال وتعقيد الكون الذي نعيش فيه.