في الأعماق السحيقة للكون، حيث تتلاقى النجوم والأكوان في رقصةٍ لا تنتهي، تتوسع أفقات المعرفة لنكتشف عجائب الكواكب والفضاء. في عالم السماء البعيدة، يبرز كوكبٌ استثنائي يُعرف بـ “كيبلر-330 ب”، وهو جسم فلكي يستحوذ على اهتمام المستكشفين الفضائيين وعشاق علم الفلك على حد سواء.
تنبثق هذه الكوكبة الفريدة في سماء اللانهاية، وتظهر لنا بما لا يقلب العقل، فبل هذا الكوكب، تتراقص النجوم وتلتقي الأمنيات بالواقع. بمسافةٍ تبلغ حوالي 2341.0 سنة ضوئية عن الأرض، يظهر كيبلر-330 ب كجوهرةٍ لامعة في سماء الليل، مضيء بسطوع يقدر بـ 15.569 درجة نجومية، ما يجعله واحدًا من الكواكب الساطعة في هذا الفضاء الغامض.
ما يميز كيبلر-330 ب بصفة خاصة هو طابعه ككوكب فائق الأرض، حيث يكشف عن سمات استثنائية تجعله محط اهتمام الباحثين وعلماء الفلك. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2014، ما يجعله حديث الفلك ورمزًا للابتكار العلمي وروعة الكون.
فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يتمتع كيبلر-330 ب بكتلة مضاعفة تقدر بنحو 2.39 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يجسد قوة جاذبيته وتأثيره الفائق. وليس ذلك وحسب، فإن نصف قطره يتجاوز قليلاً 1.35 مرة من نصف قطر الأرض، مما يضفي عليه بُعدًا فريدًا.
لا يقتصر إبداع كيبلر-330 ب على ذلك، بل يتميز أيضًا بمداره الذي يعد روعةً حقيقية في عالم الفلك. يدور حول نجمه الأم بنصف قطر يبلغ حوالي 0.075 وحولة الكامل يستغرق حوالي 0.022724163 يومًا، ما يشير إلى دقة أوقات حياته الفلكية وثبات حركته الدورانية.
ومن خلال طريقة الكشف عن الكواكب المارة، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم ويحجب جزءًا من ضوءه، تم اكتشاف كيبلر-330 ب باستخدام أسلوب العبور الكوكبي، الذي يعتبر إنجازًا فلكيًا هائلاً يفتح أفقًا جديدًا في مجال الاستكشاف الكوني.
هكذا، يتألق كيبلر-330 ب في سماء الفضاء كجوهرة نادرة، تحمل في طياتها أسرار الكون وإشارات لعالم آخر يستحق التفكير العميق والبحث المتواصل. فلنواصل رصد هذه العجائب السماوية ونستكشف ما يخبئه الكون لنا من أسرار لم يكتشفها بعد إلا عقول الباحثين الشغوفين.