في إحدى الزوايا البعيدة من الفضاء، حيث يتجول العيون الفضائية في رحلة استكشاف لا تنتهي، تبرز كوكب غازي ضخم يعرف باسم “كيبلر-297 b”. هذا الكوكب العملاق يتربع على بُعد يبلغ حوالي 2258.0 سنة ضوئية من الأرض، يتلاشى في اللامنتهية السوداء للفضاء الشاسع.
تتلألأ نجمة هذا النظام الفلكي بلمعانها البعيد، إذ تحمل درجة إشعاع تبلغ 14.326 درجة. يُعد هذا النجم بمثابة الضوء الذي يكشف لنا عن وجود العملاق الغازي المتجول حوله، يروي لنا قصة الكواكب والنجوم في هذا السياق الفلكي المعقد.
كما يظهر من خلال المعلومات الفلكية الدقيقة، تبلغ كتلة كيبلر-297 b نحو 0.153 من كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. وبالمثل، يمتلك قطرًا يعادل 0.256 قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا ضخمًا يتلألأ في سماء هذا النظام البعيد.
في عالم الدوران السماوي، يتجسد كيبلر-297 b بمدار يبلغ نحو 0.217 من مدار المشتري حول الشمس. يستغرق هذا الكوكب العملاق حوالي 0.1065024 سنة ليكمل دورة كاملة حول نجمه، يشق طريقه بأناقة في محيطه السماوي.
رصد هذا الكوكب البعيد للمرة الأولى كان في سنة 2014، حيث اكتشف بواسطة الطريقة الرصدية المعروفة باسم “العبور” أو “Transit”. وكان هذا الاكتشاف لحظة تاريخية في مجال الفلك، حيث فُتحت أمامنا أبواب الفهم لعوالم جديدة وأسرار تكنولوجيا الرصد الفضائي.
عند التفكير في خصائصه الفلكية، يظهر كيبلر-297 b كنموذج للجمال الفلكي، حيث تتناغم تفاصيله الدقيقة مع تناغم الكون الشاسع. يعكس هذا الكوكب العملاق جمال الكواكب الغازية في أبعد ركن من الفضاء، يروي لنا حكاية لامتناهية عن تاريخ الكواكب ونشوءها في هذا الكون العجيب.