في إحدى أركان السماء اللامعة، تبرز كوكبٌ جديد يحمل اسم “كيبلر-192 ب”. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تصل إلى 2126.0 سنة ضوئية، ما يعني أن نظرتنا إليه تأخذنا في رحلة عبر الزمن لاستكشاف أسراره الفلكية. يتلألأ هذا الكوكب في السماء بسطوع يقدر بحوالي 14.308 درجة، مما يجعله ضيفاً خافتاً في عرض السماء.
تتميز كوكب كيبلر-192 ببنيته الفلكية الفريدة، حيث يصنف من بين الكواكب العملاقة المشابهة لزحل، ويُعرف بأنه من نوع “نبتوني”، مما يعني أنه يشترك في الخصائص الجاذبة مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. اكتُشف كيبلر-192 في سنة 2014، حيث فتحت أبواب الفضاء للكشف عن هذا العالم الساحر.
تتألق هذه الكوكبة البعيدة بشكل فريد من نوعه، إذ يبلغ وزنه ضعف ما يزنه الأرض، بنسبة معينة تقدر بـ 7.95 مرة، مما يمنحه كتلة هائلة تضفي عليه جاذبية استثنائية. يُقارن وزنه بالأرض، وهذا يضفي عليه طابعاً فلكياً ملفتاً.
ومع نظرة على الأبعاد، يظهر الكوكب بقطر يعادل 0.244 مرة قطر كوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. تكمن جاذبية هذا الكوكب في توازن الكتلة والأحجام، وتجعله أحد العوالم الساحرة التي تدفعنا للاكتشاف وراء حدود مجرتنا.
تدور هذه الكوكبة الفلكية حول نجمها الأم بمسافة تُقدر بـ 0.09 وحدة فلكية، ما يشير إلى البُعد الذي يفصل بين الكوكب ونجمه. ويمتد زمن دورانها حول نجمها الأم إلى حوالي 0.027104722 سنة، ما يمنحها فترة دوران قصيرة تبرز تمايلها المتوارثة حول محورها.
رغم تلك الدورة المتسارعة، يظهر أن الكوكب يتمتع بدوران دائم، حيث يكشف التوازن المثالي عن عالم فلكي يعكس التناغم والتناغم في رقصته المدارية.
لاحظ الباحثون هذا الكوكب الساحر باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث يمر الكوكب أمام نجمه، ما يؤدي إلى تحجب جزء من الضوء الناتج عن النجم. هذا الاكتشاف المتقن يعكس التقدم الكبير في تكنولوجيا الرصد الفلكي والقدرة على استكشاف أركان الكون البعيدة.
تلك هي قصة كوكب كيبلر-192 ب، عالم فلكي يمزج بين الجمال الفلكي والأسرار العلمية، مما يلهم الباحثين وعشاق الفضاء على حد سواء لمزيد من الاستكشاف والتساؤل حول أغوار هذا الكوكب البعيد وغامض.