في أعماق الفضاء البعيد، تظهر لنا نجمٌ جديد يحمل اسم “كيبلر-1880”. هذا النجم، الذي يتألق في السماء بلمعان يبلغ 16.088 درجة، يكشف لنا عن إحدى ألغاز الكون، وهي الكوكب المعروف باسم “كيبلر-1880 b”.
يتميز كيبلر-1880 b بخصائص فريدة تميزه عن غيره من الكواكب. يبلغ مسافته عنا نحو 1993.0 سنة ضوئية، مما يجعله عضوًا بارزًا في هذا النظام الفلكي البعيد. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2021، إضافةً إلى أنه يتميز بكونه من نوع “نبتوني المشابه”، وهو وصف يشير إلى تشابهه بعض الشيء بنبتون، الكوكب الزرقاء الجميلة في نظامنا الشمسي.
عند النظر إلى خصائصه الفيزيائية، يبرز كيبلر-1880 b بكتلة غامضة تعادل 5.13 مرة كتلة الأرض. هذا الرقم الضخم يلفت النظر إلى كيف يمكن أن تتشكل وتتطور الكواكب في أنحاء الكون بطرق مختلفة. ولكن الغموض لا يقتصر على الكتلة فحسب، بل يتعداه إلى نصف قطره الذي يضاهي 2.117 مرة نصف قطر الأرض. يبدو أن هذا الكوكب يختلف عن كل ما نعرفه عن العوالم الأخرى.
تدور هذه الكوكبة الغامضة حول نجمها الأم، كيبلر-1880، على بعد حوالي 0.054 وحدة فلكية. تلك البعد القريبة تجعل لدينا فرصة استثنائية لفهم كيف يتفاعل الكوكب مع بيئته الفلكية. وعلى الرغم من أن فترة دورانه حول النجم تبلغ حوالي 0.017248461 يوم، مما يشير إلى أنه يتحرك بسرعة فائقة حول محوره، يظل لدينا الكثير لنتعلمه حول حركته وتأثيراته على منطقته الفلكية.
لا يكتفي كيبلر-1880 b بإلهام الفضول من خلال خصائصه الفيزيائية الفريدة فقط، بل يزيد الغموض مع وسيلة اكتشافه. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي الطريقة التي يتم فيها رصد انخفاض ضوء النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الاكتشاف يضيف لنا قطعة جديدة من اللغز حول كيفية استكشاف ودراسة الكواكب البعيدة.
إذاً، في سماء الكون اللامتناهي، يتألق كيبلر-1880 b كجوهرة نادرة، تحمل معها أسرارًا تنتظر أن تُكشف، وتشير إلى تعقيدات وجماليات لا حدود لها في هذا الكون الفسيح.