في أعماق السماء اللامتناهية، تتألق نجمٌ غامض يحمل اسم “كيبلر-171″، وفي فضاءاته تندمج الكواكب لتروي قصة عجيبة من أسرار الكون. ومن بين هذه الكواكب، تبرز بريقاً خاصاً، يتلألأ في مسافات بعيدة، تحمل اسم “كيبلر-171 بي”.
تأتي هذه الكوكبة الفضائية البعيدة في المجموعة الشمسية بمسافة تقدر بـ 2818 وحدة فلكية من الأرض. ورغم بعدها الكبير، يظهر النجم المذهل بتألقه بدرجة سطوع تبلغ 15.101 مقدار مطلق، ما يجعله يتلألأ كنقطة فاتحة في سماء الليل.
لتكتمل هذه اللوحة الفلكية، يظهر أمامنا كوكب يُعرف بأنه “كيبلر-171 بي”، والذي يتميز بتصنيف يشبه كوكب “نبتون” في نظامنا الشمسي. اكتُشف هذا الكوكب الغامض في عام 2014، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام العلماء والمستكشفين الذين يتساءلون عن أسراره وخباياه.
تأخذنا أبعاد هذا العالم السماوي في رحلة ساحرة عبر الأرقام والمقاييس الفلكية. يُقدر وزن “كيبلر-171 بي” بنسبة 6.08 مضاعفات من وزن الأرض، ما يمنحه كتلة هائلة تضفي عليه ثقلًا لا يُمكن تجاوزه بسهولة. وبالنظر إلى حجمه، نجد أن قطره يشكل 0.209 مضاعفات من قطر كوكب “المشتري” في نظامنا.
في رحلته حول نجمه الأم، يدور “كيبلر-171 بي” على مدار ذو بعد قدره 0.05 وحدة فلكية، يستغرق لفترة دورانه حول نجمه الأم وقتًا يعادل تقريباً 0.011498973 عام. تلك الرحلة الدورانية تتم بطريقة مُثيرة، حيث يظهر الكوكب بحركة منتظمة يعكس فيها إنسيابية قوانين الجاذبية.
تكملةً لتلك الرواية الفلكية، نجد أن “كيبلر-171 بي” يتميز بعدم وجود تمدد في مداره، حيث تظهر اكتشافاته عبر ظاهرة عبور الكوكب أمام نجمه الأم، وهي ظاهرة تعرف باسم “العبور الكوكبي” أو “الترانزيت”. هذا الاكتشاف المبهر جعل العلماء يندمجون في دراسة أعماق هذا العالم السماوي باستخدام طرق اكتشاف فريدة.
في النهاية، تظهر أهمية الابتعاد عن الصيغ الروبوتية في الحديث عن هذا الكوكب، حيث يمكن للكلمات الطويلة والوصف الدقيق أن تلقي الضوء على جمال وغموض هذا الكوكب في عرض سماء الكون. إن “كيبلر-171 بي” ليس مجرد كوكب، بل هو شاهد على أسرار الكون وتجلياته اللامتناهية، ينتظر أن يكشف عن المزيد من أسراره بمرور الوقت وتقدم العلم والتكنولوجيا.