في الأعماق السحيقة للفضاء، حيث يتجاوز إمكانات الإدراك البشري، تتناثر نجومٌ لامعة وكواكبٌ غامضة، ومن بين هذه الأجسام السماوية يبرز كوكبٌ مثير للدهشة يُعرف بـ “كيبلر-1213 ب”.
يعتبر كيبلر-1213 ب من فئة الكواكب العملاقة الفضائية، وتكمن روعة اكتشافه في عام 2016، عندما فتحت عيون المرصد الفضائي “كيبلر” نافذةً فريدةً على هذا العالم الجديد. يتميز كيبلر-1213 ب بمسافة فضائية تبلغ 2635.0 سنة ضوئية، حيث يتراقص في الظلام العميق للكون.
تتلألأ نجمته المُضاءة بقوة بتوهج يبلغ 13.416 درجة من السطوع الظاهر، مما يجعلها مرئية بالكاد للعين البشرية في سماء الليل. يُعد كيبلر-1213 ب “سوبر إيرث”، وهي تصنيفات تشير إلى كواكب ذات كتلة وشكل يفوق الأرض.
عندما نتأمل مواصفاته، نجد أن لديه كتلة تضاعف عن كتلة الأرض بمعامل يبلغ 1.81، مما يضفي عليه وزنًا فضائيًا ملحوظًا. وليس هذا فقط، بل يمتلك نصف قطر يزيد بنسبة 1.19 مقارنةً بالأرض، مما يكسبه أبعادًا فضائية غاية في الغموض والروعة.
يدور كيبلر-1213 ب حول نجمه الأم بندورة فلكية صغيرة تبلغ 0.0635، وتلك الرحلة الفلكية تأخذه حوالي 0.01451061 يومًا لاستكمال دورته الفضائية الكاملة. تتميز مداره بعدم انحراف يذكر، حيث تكمن ثباته في الدوران المستمر حول نجمه الأم.
رغم أنه يتمتع بكل هذه الخصائص، إلا أن كيبلر-1213 ب لا يظهر بأي تحول في مساره المداري، حيث يكشف الأسلوب النجمي عن وجوده من خلال الكشف عن انتقاله أمام نجمه الأم، وهي طريقة الكشف التي استخدمت لاكتشافه والتي تعرف بـ “العبور”.
تلك الأرقام والمعلومات الفلكية الرائعة تكوّن لوحة فنية من عجائب الكون، حيث يكمن جمال كيبلر-1213 ب في تعقيداته وتفاصيله الفضائية. إنه عالم غامض يستدعي الفضول والتأمل، ويذكرنا دائمًا بعظمة الكون اللامتناهية والغنية بالأسرار.