في إحدى الزوايا البعيدة من الكون الواسع، تبرز نجمةٌ لامعة تُعرف بإسم “كيبلر-12”. هذا النجم يشكل جزءًا من العديد من النجوم التي تستعطف الفضاء بإشعاعاتها الساطعة. ومن بين الكواكب التي تدور حول هذا النجم، تأتي كوكب “كيبلر-12 b” كجسم سماوي غامض يستحق التأمل والاكتشاف.
يتمتع كوكب “كيبلر-12 b” بموقع فريد في النظام الشمسي الخاص به. يتربع هذا الكوكب العملاق في مداره حول نجمه “كيبلر-12” على بُعدٍ يبلغ حوالي 2875 وحدة فلكية، حيث يتألق النجم بقوة بتأثير درجة سطوع تبلغ 13.468 درجة.
وقد تم اكتشاف كوكب “كيبلر-12 b” في عام 2011، حيث تم استخدام أسلوب اكتشاف يُعرف بطريقة العبور أو “الترانزيت”. هذه الطريقة الدقيقة تتيح للعلماء رصد تغيرات طفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه.
وإذا كانت الأرقام تعكس الحقائق، فيبدو أن كوكب “كيبلر-12 b” يمتلك خصائص استثنائية. فبالنظر إلى كتلته، تبلغ 0.432 مرة كتلة المشتري، وهو العملاق الغازي الذي يعتبر معيارًا لقياس الكتلة الكوكبية في النظام الشمسي. كما يظهر قطره الذي يبلغ 1.754 مرة قطر المشتري، مما يمنحه شكلًا غامضًا وكأنه يحمل في طياته أسرار الفضاء البعيد.
تتميز المدارات الكوكبية لـ “كيبلر-12 b” بتفاصيل مذهلة، حيث يتأرجح في مداره على بُعدٍ قدره 0.0553 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.012046544 من السنة الضوئية ليكمل دورة كاملة حول نجمه. وبالرغم من قربه النسبي من نجمه، يبدو أن تلك المسافة لا تؤثر على حركته بشكل كبير، حيث تظهر الشذوذ في مداره (الانحراف عن الشكل الدائري) بقيمة تقرب من الصفر، مما يجعله يتسم بالاستقرار والتناغم.
لقد شكل اكتشاف كوكب “كيبلر-12 b” تحديًا مثيرًا للعلماء لفهم أعماق الكون والظواهر السماوية. وبينما تتواصل الدراسات والأبحاث، يظل هذا العالم الغامض ينتظر المزيد من الكشف عن أسراره، ليس فقط ككوكب في عالم بعيد، بل كجزءٍ من اللغز الكبير الذي يشكله الفضاء والنجوم في سماء لا نهاية لها.