في سماء اللانهاية تتناثر الكواكب كنجوم لامعة، ومن بين هذه الأجرام السماوية يبرز كوكب يحمل اسم “كيبلر-105 ب”. إنه عالم غامض وبعيد يتميز بمجموعة من الخصائص الفريدة والمثيرة التي تجعله يستحق الانتباه والاستكشاف الدقيق.
يتمتع كوكب “كيبلر-105 ب” بمسافة فلكية تقدر بحوالي 1498 وحدة فلكية عن الأرض، حيث يحلق في أبعد الأركان السماوية، ينظر إليه العلماء باهتمام متزايد نظراً للتحديات التي يفرضها اكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية. تبلغ السطوع النجمي لهذا الكوكب 12.981 وحدة، مما يعكس اللمعان الخافت الذي يضفي على الليل السماوي سحراً خاصاً.
وعندما نتجول في أعماق أسرار “كيبلر-105 ب”، نجد أنه ينتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه نبتون، ما يعني أنه يحمل ملامح العمق والغموض الذي يميز تلك العمالقة الغازية. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في عام 2013، حيث فتح الباب أمام علماء الفلك لاستكشاف أسراره وملامحه الفريدة.
إحدى السمات الملفتة لانتباه الباحثين هي الكتلة الفعالة لـ “كيبلر-105 ب”، حيث يتجاوز وزنها ضعف ونصف وزن الأرض، مما يجعلها إحدى الكواكب ذات الكتلة الفائقة. تجعل هذه الخاصية “كيبلر-105 ب” عالماً فريداً ومثيراً يشد انتباه العلماء الذين يسعون لفهم أسرار تكوينه وتطوره.
وعندما نلقي نظرة على الأبعاد، نجد أن نصف قطر “كيبلر-105 ب” يعادل 0.429 من نصف قطر المشتري، مما يبرز تباينها الفريد في هيكلها الفيزيائي. هذا التفاوت في الأحجام يعكس التنوع الرائع الذي يميز الكواكب خارج النظام الشمسي، ويشكل لغزاً يتعين على العلماء حله.
وعندما يراقب علماء الفلك المدار الذي يسلكه “كيبلر-105 ب” حول نجمه، يجدون أن مسافتها الشمسية تعادل 0.066، مما يعزز تفوقها في القرب من النجم الذي تدور حوله. وتستغرق هذه الكوكبة المذهلة فقط حوالي 0.014784395 سنة لاكتمال دورتها الشمسية، مما يجعلها تتميز بحياة مدارية مثيرة ومليئة بالأحداث.
لكن الغموض الذي يكتنف “كيبلر-105 ب” لا ينحصر في طبيعتها الفيزيائية فقط، بل يتعداها إلى طريقة اكتشافها. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد باستخدام طريقة العبور أو ما يُعرف بـ “الترانزيت”، حيث يلاحظ العلماء تغيرات في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه، ما يشكل إشارة واضحة على وجود هذا الجسم السماوي.
باختصار، يكمن في “كيبلر-105 ب” عالم مليء بالألغاز والإثارة، يدفع الباحثين إلى التفكير والتساؤل حول أصلها وتأثيرها على النظام الشمسي الذي تتبع فيه مداراتها. وفي النهاية، فإن الكواكب البعيدة تستمر في إلهام الإنسان وتحفزه على استكشاف أعماق السماء وفهم أسرار الكون بأكمله.