عند التحدث عن كواكب الفضاء والكواكب الغازية التي تدور في أنظمة نجومية بعيدة، يتعين علينا الوقوف أمام سحر الكون وروعته الذي يتجلى في تلك الأجرام السماوية الضخمة والغامضة. واحدة من تلك الكواكب التي تثير الفضول وتجلب اهتمام العلماء والمستكشفين الفضائيين هي “كوروت-11 ب”.
تبرز كوروت-11 ب ككوكب غازي ضخم يتحدر في الفضاء اللامتناهي، حيث يبلغ المسافة بينه وبيننا نحو 2137 وحدة فلكية. يتلألأ هذا العملاق الغازي في سماء الليل بلمعان يبلغ 12.897 قدر ظاهري، مما يجعله واحدًا من الكواكب البعيدة التي تتحدى النظر المجرد.
تم اكتشاف كوروت-11 ب في عام 2010، حيث كانت لحظة مهمة في تاريخ الفضاء والاستكشاف الفلكي. يظهر هذا الكوكب الضخم ككوكب غازي من النوع العملاق، مما يعني أنه يمتلك خصائص مشابهة لتلك التي تميز العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي، مثل المشتري.
بالنسبة للخصائص الفيزيائية، يبلغ كوروت-11 ب ضعف كتلة المشتري، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة. وتظهر القياسات أن قطره يعادل 1.43 مرة قطر المشتري، مما يبرز حجمه الاستثنائي والمثير للدهشة.
تدور هذه العملاقة الغازية حول نجمها الأم بنصف قطر يبلغ 0.0436 وحدة فلكية، متسارعة في مدارها بفترة دورية تقدر بحوالي 0.008213553 يوم. وبالرغم من أنها تمتلك حركة دوران منتظمة، إلا أنها تتميز بتماسك فريد على مستوى الشكل، حيث تظهر بدون أي تغير في الشكل المداري، وتستخدم طريقة الكشف عبر عبور الكوكب أمام نجمه الأم.
وفيما يتعلق بالطريقة التي تم اكتشاف كوروت-11 ب بها، فإنه تم استخدام طريقة العبور أو الكشف عبر العبور (Transit)، حيث يلاحظ العلماء تغير في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه، مما يساعد في تحديد خصائص الكوكب بشكل دقيق.
إن كواكب الفضاء وخصائصها الفيزيائية تمثل مجالًا هائلًا للاستكشاف والبحث العلمي، حيث تفتح أمامنا أبواب الفهم العميق لطبيعة الكون والظواهر الفلكية المدهشة. وتظل كوروت-11 ب، بكل ما تحمله من تفاصيل رائعة وغامضة، جزءًا من هذا الرحلة الفلكية المثيرة إلى أعماق الكون.