في السماء اللامعة، حيث يتوسط اللانهاية السماوات، تبرز نجمٌ جديد يُدعى “قطر-1 ب”. يُعد هذا الكوكب الغازي العملاق من بين عجائب الكون، حيث يتميز بسحره الفريد وخصائصه الفلكية البارزة. يتواجد “قطر-1 ب” على بُعد يصل إلى 605 وحدة فلكية منا، يضيء ببريق ساطع بلمعان ستة عشر ضعفًا أقل من بريق الشمس، حيث يبلغ تألقه الظاهري 12.692 درجة.
تأتي معلومات اكتشاف هذا العالم الجديد في سماء الليل من عام 2010، عندما سارعت أعين المستكشفين إلى تسجيل وجوده وتحديد خصائصه الملفتة. يُصنف “قطر-1 ب” ضمن فئة الكواكب العملاقة من نوع الغازات، حيث يشبه في هيكله الداخلي والخارجي العمالقة الغازية الأخرى في الكون.
تتسم هذه الكوكب العملاق بكتلة فائقة، حيث يبلغ معامل الكتلة المتعلق بالكوكب 1.294 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي الأبرز في المجموعة الشمسية. وبجاذبيته الهائلة، يخلق “قطر-1 ب” تأثيرات فلكية لا تُعد ولا تُحصى في جوانبها المتعددة.
أما فيما يتعلق بالأبعاد، فإن نصف قطره يتمدد إلى 1.143 مرة من نصف قطر المشتري، وهذا يُضفي عليه مظهرًا مذهلاً وفريدًا في عرض السماء الليلية. يُشكل هذا الاختلاف في الأبعاد مع المشتري تفردًا ملحوظًا في فصل الليل.
تدور هذه العملاقة الغازية في فلكها المحيط بنجمها الأم، حيث يبلغ نصف قطر المدار الذي يقطعه حول نجمها الأم نحو 0.02332 وحدة فلكية. يتكامل هذا الكوكب في نظامه الشمسي بطريقة متسارعة، حيث تستغرق الدورة الكاملة حول نجمها الأم مدة زمنية تبلغ 0.003832991 سنة. ورغم أن مدارها يتسم بالاستقرار، إلا أنه يتخلله خصائص فلكية تتيح له التفاعل المستمر مع محيطه الفلكي.
تعتبر طريقة الكشف عن هذا العالم الجديد واحدة من التقنيات المتطورة، حيث تم الكشف عنه عبر ظاهرة العبور (Transit)، حيث يقع الكوكب أمام نجمه الأم بشكل دوري، مما يسبب تغييرًا في السطوع المرئي للنجم ويشير إلى وجود الكوكب.
في ختام هذه الرحلة في عالم “قطر-1 ب”، يظهر أن هذا الكوكب العملاق يمثل إضافة قيمة لفهمنا للكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي، ويفتح الأفق للمزيد من اكتشافات الكواكب البعيدة التي تزين سماء الليل بألوانها الساحرة وأسرارها الفلكية.