في إحدى رحلات استكشاف الفضاء الرائدة، انطلقت عيون الباحثين والعلماء نحو سماء الكون بحثًا عن أسرار تلك المملكة اللامتناهية، وفي إحدى هذه المهام الملحمية، كانت نجوم مجرة Kepler هي مصدر الإلهام لفتح أبواب جديدة من التساؤلات والاكتشافات. تم تسمية إحدى الكواكب الرائعة التي تدور حول نجم Kepler-357، وهي Kepler-357 c، بأبعادها وخصائصها المثيرة.
تأتي Kepler-357 c في المقدمة ككوكب يبعد مسافة غير قابلة للتصديق عنا، حيث تقع على بُعد يبلغ 2246.0 سنة ضوئية عن الأرض. ورغم بعدها الشاسع، فإن سطوع النجم الذي تدور حوله، النجم Kepler-357، يبلغ 15.735 درجة، مما يجعلها ضمن الكواكب التي يمكن رصدها بالرغم من البعد الهائل.
تتميز Kepler-357 c بطابعها الفريد، إذ تندرج تحت فئة الكواكب من نوع “نبتونية”، وهي تشبه إلى حد كبير كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. وكما هو معلوم، يُعد كوكب نبتون هو ثامن الكواكب في المجموعة الشمسية، ويتميز بطبيعته الغازية وجوه الغنية بالأملاح.
تم اكتشاف Kepler-357 c في عام 2014، حيث كانت هذه اللحظة هامة جدا في تاريخ علم الفلك. وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو الأبعاد الكبيرة للكوكب بالمقارنة مع كوكب الأرض. يعبر مضاعف كتلته عن 7.61 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة.
وإذا كانت كتلته تثير الإعجاب، فإن قطر Kepler-357 c يعبر عنه بمضاعف يبلغ 0.238 مرة قطر كوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. هذا يظهر لنا تنوعًا كبيرًا في خصائص الكواكب خارج نطاق منظومتنا الشمسية، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تكوين وتطور الكواكب.
تدور Kepler-357 c حول نجمها الأم، Kepler-357، على مدار يبلغ 0.12 وحدة فلكية، وتستغرق دورتها الدورية حوالي 0.046269678 سنة، مما يجعلها تكمل دورة كاملة حول نجمها بشكل سريع نسبيًا. ورغم أن التلاحظ المباشر لمثل هذه الكواكب يعد تحديًا كبيرًا، فقد تم اكتشاف Kepler-357 c باستخدام طريقة العبور أو “Transit”، حيث يتم قياس التغير في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه.
إن اكتشاف كواكب مثل Kepler-357 c يسهم بشكل هائل في توسيع فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي، ويسهم في رؤية أعماق الفضاء وتحديد إمكانية وجود حياة خارج كوكبنا الأرض. فمع كل اكتشاف جديد، يتسع الأفق وتتعمق أسرار الكون، وتظل Kepler-357 c تشكل جزءًا مهمًا في هذه الرحلة اللامتناهية لفهم أسرار السماء.