في سماء الفضاء اللامتناهي، يتلألأ نجم يحمل اسم Kepler-210، وفي فضاءاته يكمن عالم مذهل من الكواكب يتجلى في كوكبين استثنائيين يحملان الأسماء Kepler-210c وKepler-210d، يتوسطون الفراغ الفائق بين النجوم بفاصل زمني بعيد عنا، حيث يسافر الضوء لمسافة 759.0 سنة ضوئية ليصل إلى أعيننا ويكشف عن هذا النظام الكوكبي الرائع.
كوكب Kepler-210c، المعروف أيضًا بأنه من نوع “نبتوني المشابه”، يعد قطعة فريدة في لغز الكواكب الخارجية. اكتشف في عام 2014 بواسطة مرصد كيبلر الفضائي، ويتميز بكتلة ضخمة تعادل 12.8 مرة كتلة الأرض. يظهر الكوكب بوضوح في سماء Kepler-210 بفضل سطوع نجمه الأم، الذي يصل إلى 14.126 درجة.
ما يميز Kepler-210c أكثر هو قطره، إذ يعتبر ذلك المشتري الصغير في عالم الكواكب، إذ يعادل نسبة قطره إلى قطر المشتري 0.323. يعكس هذا الحجم الهائل تأثير قوى الجاذبية الهائلة التي تتحكم في تكوين هذا العالم الغامض.
لكن المفاجأة لا تنتهي هنا، حيث يحكم Kepler-210c السماء بمداره الغريب، إذ يتبع مدارًا بشكل أشبه بالطاحونة الفضائية على بُعد 0.07 وحدة فلكية من نجمه الأم. يبلغ الفترة الدورية لمداره 0.021902807 سنة، وبفضل الطريقة التي اكتشف بها – عن طريق العبور الكوكبي – أضافت معلوماته تفاصيل غنية لفهمنا للأنظمة الكوكبية البعيدة.
وفي سماء Kepler-210، يأتي الكوكب الثاني Kepler-210d ليكمل هذا السيناريو الفلكي الرائع. يمتاز بخصائص مشابهة لشقيقه Kepler-210c، مما يبرز التناغم الفريد لهذا النظام الكوكبي البعيد.
بفضل التقنيات المتطورة لرصد العوالم البعيدة، وخاصة بوساطة الكوكب الفضائي Kepler، تفتح لنا هذه الاكتشافات نافذة على عوالم غير مألوفة، تحمل في طياتها أسرار الكون وألغازه العظيمة. إن استكشافاتنا الفضائية تمتد إلى أبعد حدود السماء، مما يضيء لنا الطريق نحو فهم أعماق الفضاء اللامتناهي وتركيبته المعقدة.