في كتابه الأخير بعنوان “يا رفاق، أين بلدي؟”، يقدم الكاتب مايكل مور تحقيقًا جريئًا ومثيرًا للجدل يعتبر تكملةً لعمله السابق “الرجال البيض الغبيين”. إذا كان كتابه السابق لم يثير الاهتمام الكافي لدى إدارة بوش، فإن هذا التحقيق الأخير يشكل صرخة جديدة تطالب بالانتباه. يتساءل مور، الذي يحمل في سجله أفضل البائعين مع كتاب “اختصر هذا!” والوثائقي الحائز على جوائز “بولينج فور كولومباين”، عن دعوة الرئيس بوش إما للتنحي أو لشرح تورطه لمدة 25 عامًا مع عائلة بن لادن، وعلاقته بالعائلة الملكية السعودية، وزيارة طالبان لتكساس، وارتباط السعودية بأحداث 11 سبتمبر. يحاول أيضًا تفكيك شبكة قصص بوش الطويلة حول صدام حسين وحرب العراق. وبالإضافة إلى صفحات الملاحظات والاعتمادات، يقدم مور فصلًا مفيدًا يحمل عنوان “كيفية التحدث مع أخيك المحافظ”.
يتسلح مور بمعلومات مفصلة ووثائق دامغة، مما يجعل قضاياه أكثر إقناعًا وصدقًا. يقفز إلى الأمام بجرأة ليكشف عن تفاصيل علاقات بوش السياسية المثيرة للجدل، ويضع القارئ أمام مشهد سياسي دولي معقد. يستكشف في فصوله معلومات كثيرة حول العائلة البن لادن وتورطها المزعوم في الأحداث الرئيسية التي شهدتها التاريخ الحديث.
من خلال توجيه اتهاماته بجرأة نحو الإدارة الأمريكية، يضع مور نفسه كمراقب حاد ومحقق مخضرم يسعى إلى فضح الحقائق المدفونة وراء السياسة العالمية. يكشف الكتاب أيضًا عن قدرة مور الفائقة على فحص الأحداث وتحليلها بطريقة تجعل القارئ يتساءل ويتأمل في الوقائع وراء الكواليس السياسية.
في خضم التحقيق، يسلط الكتاب الضوء على العديد من القضايا السياسية والاقتصادية، مما يضيف طبقة إضافية من العمق إلى النقاش العام حول الأحداث الراهنة. يتميز الكتاب بأسلوب سردي مثير ولغة غنية بالتفاصيل، مما يجعله قراءة لا غنى عنها لكل من يهتم بالشؤون السياسية والأحداث الدولية.